ثقافة الحوار وحوار الثقافات منهج تتبناه المملكة وتدعو إلى ترسيخه في واقع الحياة ، وفي كلمتها أمس الأول أمام مؤتمر أوروبا والعالم العربي في فيينا أكدت المملكة مجدداً على ضرورة وأهمية وجود قواعد واضحة ومحددة للحوار بين الثقافات في الدول والمجتمعات المشاركة من خلال التعاون بين المؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية المختلفة ، يتم من خلالها تكريس القيم العليا ، والمبادئ الاخلاقية التي تمثل قواسم مشتركة بين شعوبها ومجتمعاتها بغية تعزيز الاستقرار وتحقيق الازدهار لهم . وهذا التأكيد على أهمية الحوار انما ينطلق في الأساس من حرص المليك المفدى على أن يسود الوئام والسلام أرجاء المعمورة وهو حرص ترجمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في دعوته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المعتبرة ووجد التأييد من الملتقى الإسلامي في مكةالمكرمة وجسد أولى خطواته في مؤتمر مدريد ثم جاءت الأممالمتحدة لتبارك دعوة خادم الحرمين الشريفين من خلال اجتماع دولي تعهد فيه الأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة توصيات ذلك الاجتماع لتكون واقعاً معاشاً ، لما تمثله دعوة خادم الحرمين من تجسيد لما تتطلع إليه الأممالمتحدة نحو تعزيز ونشر ثقافة السلام. والدعوة إلى الحوار التي أطلقها القائد المفدى تتفاعل في كل يوم لتعزز رغبة عارمة نحو التعارف والتفاهم ، وحتى تكون ثقافة الحوار أكثر واقعية فقد دعا خادم الحرمين مؤخراً إلى الحوار مع الذات لتحقيق التكامل الداخلي والتماسك بين أبناء الأمة الواحدة ، فالأمة الإسلامية أمة غنية بثقافتها وبحضارتها وإذا ما تمكنت من تجاوز خلافاتها من خلال الحوار مع الذات فعندئذ سيكون الحوار مع الآخر منطلقاً من قاعدة صلبة من شأنه أن يعيد التأثير القوي للحضارة الإسلامية في الحضارة الإنسانية بصفة عامة.