الى والدي الحبيب.. محمد مطلق أبو حرب الذي وافاه الأجل المحتوم عن عمر يناهز 74 عاماً. سافرت للحظات مغمض العينين، وحملني موج الشوق المتلاطم ليقذف بي على شواطىء عمر جميل عشت فيه تحت ظلك، رسمت فيه مستقبلاً مليئاً بالحب والحنان والاحترام، وهزني الواقع لأواجه القدر المحتوم وإحدى سنن الله في الأرض مصابي الجلل لفراقك. عقود من الزمن قضاها في خدمة وطنه من خلال عمله في مرور العاصمة المقدسة كان خلالها مثالاً للقيم والرجولة والمبادىء وفروسية الأخلاق شهد بها كل من تعامل معه من رؤسائه أو مرؤوسيه أو من المراجعين أو من أصحاب الحاجات. عهدتك رجلا شهماً ، دمث الخلق، خفيف الظل مؤمناً بقضاء الله وقدره، وجدت فيك مثالاً اقتدي به وافتخر، صديقاً وفياً، وأباً حنوناً. كيف للكلمات أن تفي حقك. أبي.. لم يفاجئني موتك.. كما لم يفاجئك، كنا نعلم اننا سنرحل عاجلاً أم آجلاً، وكنت مؤمناً بالله مسلماً له فدخلت معركتك الأخيرة التي كتبها الله لك مع المرض بنفس راضية مطمئنة لقضاء الله وقدره. كم من الصعب نسيانك، وكيف أمحوك من ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر. رحمك الله وأدخلك فسيح جناته، ورزقك من الجنة ونعيمها، وأدعو الله ألا يحرمني أجرك، وأسأله الصبر والثبات على فراقك.