يظل الإنسان يحلم ويتمنى ، ان يرى بلده أحسن البلدان ، ومن خلال سفري في الأيام الفارطة إلى خارج المملكة ، وجدت بعض المشاهد التي ترسخ في الذاكرة ، في الدول التي زرتها ، وخاصة في مجال البنية التحتية ، من طرق وبناء والتزام بالنظام ، كنت أتمنى أن أجدها في بلدي ، مع إن في بلادي الخير الكثير ، وهي تسير نحو التطور ، ولكن نريد المزيد من الاتقان والجودة في بنية المشاريع المنفذة ، وهذا في حقيقة الأمر يعود إلى الذهنية التي تنفذ ، رغم ان حكومتنا الرشيدة تسعى بكل جهد واخلاص إلى الانفاق على مشاريع الوطن ، ولكن تظل العشوائية وعدم الرؤية الصحيحة ، وقلة الخبرة هي من أسباب عشوائية العمل المتجه إلى التنمية ، ولعل الوضع يتحسن في الأيام القادمة والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في مجال التنمية ، وخاصة الدول المجاورة لنا ، والتي لديها المزيد من الاتقان في مشاريعها المنفذة ، خاصة في مجال الطرق وغير ذلك. فقد شاهدت وجود انتظام في نظام المرور وجميع طرق السير ، والاهتمام بالشباب عن طريق إنشاء ملاعب وأماكن الترفيه وشغل الفراغ خاصة في فترة الصيف ، ومن المشاهد التي تختلف عنا هي الالتزام بالنظام بدقة ، خاصة داخل المدن والأسواق ، وعدم مخالفة أنظمة السير ، وقلة الحوادث المرورية ، واحترام حق الطريق للجميع بما فيهم المشاه ، مع عدم وجود رجال المرور في الشوارع ، وكذلك معداتهم ، عكس ما لدينا من معدات مرورية ورجال مرور ومع هذا تحتل بلادنا مرتبة متقدمة في حوادث المرور ، وكذلك نجد النظافة متفردة ولا توجد لها آثار ، في مجمل الأماكن العامة والخاصة ، وهنا يبرز دور المواطن والمقيم لديهم ، والكل لديه انضباط بحكم الوعي والادراك وقوة النظام الذي يعطي الجميع حقوقهم بالتساوي ، مع حق الوطن على الجميع والذي أجده هنا هو عدم قصور لدينا ولكن من الضروري أن نستفيد مما يدور حولنا ونحن نملك المقدرة والوسيلة والخبرة اذا طورت لمواكبة العصر الذي نعيشه من أجل سلامة الوطن والمواطن وفق الله الجميع إلى الخير وحسن المسيرة نحو نهضة شاملة في بلادنا ولنا عودة بعونه تعالى إلى مشاهد في ذاكرة السفر.