المربي القدير وأستاذ الأجيال الأستاذ عبدالله باحاوي مدير مدرسة مكة الثانوية ثم مدير مدرسة الفلاح الثانوية رجل تتلمذ على يديه دفعات كثيرة من أبناء مكةالمكرمة عاصرته وتعاملت معه كثيراً وفي كل مرة أسجل اعجابي بهذا المربي الفاضل ، كنت أتابع برنامج عمله اليومي ليس بغرض التقويم ولكن لمعرفة الأسلوب الذي كان يعمل به هذا الرجل ، يأتي مبكراً ويتفقد كل صغيرة وكبيرة في ارجاء المدرسة ويقف ويشاهد من حضر ومن تأخر ومن تغيب سواء من الطلاب أو هيئة التدريس أو الموظفين ، ثم يتجول في أرجاء المدرسة ليطمئن على سير الدراسة في الفصول ثم إلى غرفة المدرسين والوكلاء ، ثم يعود إلى مكتبه وفي كل مرة يحمل مجموعة من دفاتر تحضير المدرسين لمتابعتها والتوقيع عليها وليس هذا فقط انما يخص كل يوم بمراجعة دفاتر الطلاب في كل مادة ليتابعها ويطمئن على سلامة العمل والواجبات المنزلية ، زرته مرة زيارة عمل فوجدته مجتمعا مع مدرسي الفيزياء والكيمياء والأحياء في مكتبة المدرسة ، وجلست أراقب من بعيد فاذا به يسأل المدرسين على الطالب الفلاني والطالب الفلاني لأنه عرف عنهم من خلال متابعة دفاتر الطلاب للواجبات المنزلية ودفتر الفصل، وزرته مرة فوجدته في المعمل يتابع دفاتر المحضرين وأعمالهم وجدول الدروس العملية وزرته مرة فوجدته يناقش بعض الزملاء في المادة العلمية مثل الدكتور حسين بانبيلة والاستاذ زيد كتبي رحمه الله والاستاذ عبدالعزيز يوسف والاستاذ محمد المحمادي والاستاذ عدنان الدويش والاستاذ عبدالرحمن كابلي والاستاذ محمد قهوجي ومنصور حميش وعلي باصلاح واخرون ، لا تحضرني أسماؤهم ، متابعة مستمرة وعمل دؤوب جاد كل ذلك بروح العمل الجاد وطلب المثوبة من الله عز وجل كنت في زيارة فصلية للمربي الفاضل خالد فلمبان مدرس مادة الأحياء بالمدرسة وعندحضوري لمكتبه سألني عن المدرس والمادة فوجدته يناقش في المستوى التحصيلي للطلاب والأداء العام بمعرفة كاملة قلت في نفسي سبحان الله العظيم هكذا المدير وإلا فلا ، قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً) الاسراء 19. وقال تعالى : (وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) هود 109. وقال سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو انسان إلا كان له به صدقة). وقال الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعليكم بالجد والاجتهاد والتأهب والاستعداد والتزاود في منزل الزاد. وقال الشاعر المتنبي : بقدر الكد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي ومن طلب العلى بغير كد اضاع العمر في طلب المحالي وقال حكيم: على الانسان الاجتهاد والكفاح كي يهبه الخالق التيسير والنجاح ، اللهم احفظ وارحم من درسونا وعلمونا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.