السعودية تحبط تهريب 7 ملايين قرص إمفيتامين في العراق    أمير منطقة جازان يعتمد نتائج الفائزين بجائزة جازان للتفوق والإبداع    حكاية كلمة: ثلاثون حكاية يومية طوال شهر رمضان المبارك . كلمة : سراج السمن    من الصحابة.. سهل بن حنيف رضي الله عنه    "لازوردي للمجوهرات" تعين عدنان الخلف رئيسًا تنفيذيًا وعضوًا منتدبًا    الهلال يخسر لاعبه في الديربي أمام النصر    النفط ينهي سلسلة خسائر مع "انتعاش الأسواق"    قوات الاحتلال تعتقل 11 أسيرا فلسطينيا مفرج عنه من الخليل    نائب أمير منطقة عسير يشارك أبناءه الأيتام الإفطار الرمضاني    دول مجلس التعاون تخطو خطوات كبيرة وقيّمة لمكافحة الإسلاموفوبيا    جامعة الأمير سلطان تحصل على براءة اختراع لحماية حقوق المحتوى الرقمي    لبنان يرفض محاولة إسرائيلية لمقايضة تحديد الحدود والانسحاب باتفاق تطبيع    الهلال الأحمر بالمدينة يباشر أكثر من 8000 بلاغًا منذ بداية رمضان    إقامة الافطار الرمضاني لهيئة الصحفيين بمكة من أعلى إطلالة في بقاع المعمورة    ولي العهد يبحث مستجدات الأحداث مع رئيسة وزراء إيطاليا    اللجان الأولمبية الإفريقية تعترف بالاتحاد الدولي للهجن    تعزيز البيئة الاستثمارية في مكة    مرونة اقتصادية ونمو "غير النفطي".. «ستاندرد آند بورز» ترفع تصنيف السعودية الائتماني إلى «A+»    التزام راسخ بتعزيز الأمن والاستقرار في العالم.. ولي العهد.. دبلوماسية فاعلة في حل الأزمات الدولية    انطلاق «بسطة خير» لتمكين الباعة الجائلين    "أبشر" تتيح تجديد رخصة القيادة إلكترونياً    بمشاركة حكومة دمشق لأول مرة.. المؤتمر الأوروبي لدعم سوريا.. ماذا يريد الطرفان؟    ترامب يحذر الحوثيين: حان وقتكم.. سنحاسبكم بالقوة المميتة    مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعًا لمناقشة التقارير وإصدار التوصيات    «المداح.. أسطورة العهد» مسلسل جديد في الطريق    الأخدود يصعق الأهلي بهدف قاتل    "سعودية" تبتكر تقنية متطورة لتوثيق نبضات الأجنة    823.9 ريالا فارقا سعريا بين أسعار الغرف الفندقية بالمملكة    هل تتعرض أمريكا للهجرة العكسية    ربط حي السفارات بشبكة النقل العام عبر حافلات الرياض    اختصاصي شؤون طلابية: احموا المدارس من العدوى    فتاوى الحوثيين تصدم اليمنيين    جبل أم القصص وبئر الصداقة!    مبابي يقود الريال لكسر عقدة فياريال    بدعم المملكة.. غينيا تحتفي بالفائزين في مسابقة القرآن    مسجد الجامع في ضباء ينضم للمرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان ضباء - واس ضمّت المرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية مسجد الجامع في مدينة ضباء بمنطقة تبوك، نظرًا لكونه أحد أقدم المساجد التاريخية ورمزًا تراثيًا في ا    مراكيز الأحياء.. أيقونة رمضانية تجذب أهالي جازان    كعب أخيل الأصالة والاستقلال الحضاري 1-2    انفجار العماليق الكبار    وغابت الابتسامة    سفيرة المملكة في فنلندا تدشن برنامج خادم الحرمين لتوزيع التمور    الأذان.. تنوعت الأصوات فيه وتوحدت المعاني    خلافة هشام بن عبدالملك    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الأخدود    جمعية "شفيعاً" تنظّم رحلة عمرة مجانية لذوي الإعاقة والمرضى وكبار السن والفئات الاجتماعية برفقة أهاليهم    الصحة تجدد التزامها بحماية حقوق المرضى    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي يستأصل ورماً كبيراً بمحجر العين بعملية منظار متقدمة    القسوة ملامح ضعف متخف    ودية تعيد نجم الاتحاد للملاعب    الأخضر يستعد للتنين بالأسماء الواعدة    «سلمان للإغاثة» يوزّع 1.390 سلة غذائية في محافظتين بالصومال    تركي بن محمد بن فهد يطلق عددًا من المبادرات الإنسانية والتنموية    طويق جازان في مبادرة إفطار مرابط بالحد الجنوبي    وفاة الأميرة نورة بنت بندر آل سعود    إطلاق 16 كائنًا فطريًا في محميات العلا    نائب أمير منطقة مكة يستقبل رئيس المحكمة الجزائية بجدة    عَلَم التوحيد    فرع هيئة الصحفيين بجازان يحتفي بيوم العلم السعودي بالتعاون مع فندق جازان ان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم الفقر كانت قوة الأب ووعيه سببا في شق طريقي للحياة
د. حسن حجاجي ل ( الندوة ): واجهتني تحديات كثيرة ماليا وثقافيا واجتماعيا مسافات طويلة كنت أخطوها للذهاب إلى المدرسة
نشر في الندوة يوم 20 - 03 - 2008


- درست مادة الرياضيات وتقاضيت راتبا 712 ريالا
- شعاري من استقل برأيه زل ومن استخف بغيره ذل
- أبكي في العام مرتين وليس من باب الرياء والسمعة
- الأسابيع الثقافية لها انعكاس على حضارة المملكة
- الضابط الشرعي هو الذي يجعل سوق المال مستقرا
- الحياة كفاح ومصابرة
- هذا للشبابالجاد أما للتافهين فلا ..
- التربية الإسلامية لو شاعت لنعمنا بثمارها أفرادا وجماعات
هو رجل عصامي عركته الحياة.. أو عرك الحياة منذ نعومة أظفاره وعاش مرارة الفقر في طفولته وفتوته وشبابه حيث كان يسير على قدميه لمسافات طويلة للوصول للمدارس التي يتلقى فيها العلم لعدم توفر المال لديه لشراء سيارة ليتنقل عليها أو يستطيع أن يركب سيارة أجرة وعلى الرغم من أنه عاش في أكناف والدين أميين لم يتعلما إلا أنه أصر على مواصلة دراسته والجمع بين العمل والدراسة حتى حصل بجده واجتهاده وكفاحه المتواصل على أعلى الشهادات وتقلد عدة مناصب قيادية علاوة على ذلك فهو رجل وقور سمح طلق المحيا بشوش الوجه لين الجانب لا تفارقه الابتسامة المشرقة الصادرة من سويداء قلبه فهو من أصناف الناس الذين يألفون ويؤلفون وتستطيع أن تحبهم من أول وهلة ومن أول لقاء بهم.. إنه فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن علي الحجاجي عميد معهد الأئمة والدعاة بمكة المكرمة التابع للأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي وقبل ذلك عمل معلماً تربوياً ومديراً لإحدى المدارس الثانوية ثم مشرفاً تربوياً ومديراً عاماً للتعليم بمنطقة ينبع البحر ومديراً عاماً لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة وأميناً عاماً للهيئة الإسلامية العالمية للتعليم.. (الندوة نهاية الأسبوع) رصدت محطات الدكتور الحجاجي عبر مراحل مشواره على صعد حياته الاجتماعية والعملية وفيما يلي نص الحوار:
الاعتماد على النفس
| في الطفولة يحلم الإنسان كثيراً ويحلق في سماء الخيال حيث يريد أن يكوّن مستقبله فكيف كانت طفولتك.. وماذا كانت أحلامك؟
|| الطفولة مرحلة من مراحل الإنسان وتختلف من طفل إلى طفل حسب النشأة الاجتماعية التي عاشها والحياة الأسرية التي نشأ فيها والحالة المالية التي تسيطر على الأسرة فمن الأطفال من ينشأون في بحبوحة النعم وترف الحياة ورغد العيش ومنهم العكس من ذلك وفئة ثالثة بين وبين. ولقد كانت نشأتي في أسرة فقيرة غير متعلمة لكن قوة الأب ووعيه كانا سبباً في تعلمي وشق طريقي في الحياة وأهم ما تميزت به التربية الأسرية التي نشأت فيها هي تعودي على الاعتماد على النفس.
الضرب المبرح
| ما هي أبرز ملامح فترة الصبا والشباب والدراسة؟
|| أهم ملامح هذه الفترة أن دراستي كانت في السبعينات من تاريخنا الهجري وأذكر أن في مكة المكرمة ثلاث مدارس ابتدائية فقط هي المدرسة السعدية والمدرسة الخالدية والمدرسة السعودية وكانت نوعية الدراسة تميل إلى الشدة وتعتمد على الضرب المبرح في التربية مما انعكس سلباً على شخصيات بعض الطلاب ولقد كانت هذه الشدة بالنسبة لي تواز بها شدة من الأب مما جعلني أكابد الحياة الدراسية وأتحمل مشاقها وصعوباتها وقد لا يدرك ذلك إلا من درس في تلك الحقبة.
كد وكدح
| بداية الإنسان عادة ما تكون صعبة فكيف كانت بداياتك وما هي أبرز التحديات التي واجهتك في هذه البدايات؟
|| أبرز هذه التحديات هي التحديات المالية والثقافية والاجتماعية وهي تتمثل في حالة الفقر التي نشأت فيها مما جعلني أعمل وأكد وأكدح وأواصل دراستي وهذا النمط في الحياة لم يكن مقتصراً على واحد دون الآخر بل أنني أذكر إنني أمشي وغيري من الطلاب المسافات الطويلة للوصول للمدرسة وقد كان القليل ممن هم في سننا يلتحقون بالدراسة أما الأكثرية فيشتغلون بالأعمال الخاصة لكسب شيء من الربح البسيط.
عمر بن الخطاب
| ما هي الشخصية التي أثرت فيك في بداياتك الحياتية؟
|| أهم شخصية تأثرت بها بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوة للمسلمين عامة هي شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي تربت في مدرسة محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام. وكنت ولا زلت أحاول جاهداً أن أترسم خطى هذه الشخصية وبالذات في مجال المسؤولية حيث أورد بعض السير والتراجم أنه كان يوماً ما يوم الهاجرة والظهيرة يجري حافي القدمين خلف بعير من إبل الصدقة فرآه علي رضي الله عنه وقال ما الخبر يا أمير المؤمنين فقال بعير من إبل الصدقة ند أطلبه فقال له: والله يا علي لو ندت شاه بشاطيء الفرات لكان عمر مسؤولاً عنها إذ وقف بين يديه.
هذا المبدأ من مبادىء الإدارة الذي هو الشعور بالمسؤولية يتجلى في شخصية عمر الإدارية في أبهى حلله وأنصع صوره أما الشخصية المعاصرة فهي شخصية أخي وأستاذي أ. عبدالله باحاوي والذي كان مديراً لمدرسة مكة الثانوية وتشرفت بالتدريس تحت إدارته واستفدت الكثير من شخصيته الإدارية وعندما أصبحت مديراً لمدارس تحفيظ القرآن بمكة كنت استفيد من عملي الإداري بتلك الخبرات التي استفدتها من هذا المربي العظيم وفقه الله وأمد في عمره في طاعته ونفع بجهده.
مناصب عدة
| ما أبرز عمل رسمي توليته وكم كان راتبك آنذاك؟
|| عندما أصبحت مدرساً لمادة الرياضيات والعلوم حيث تخرجت من معهد كانت الدراسة فيه أربع سنوات بعد الكفاءة المتوسطة وكنت ملتحقاً بشعبة الرياضيات والعلوم وكنت الأول على الدفعة وقد عينت مدرساً في مدرسة عمر الفاروق بشارع المنصور بمكة المكرمة وكنت أتقاضى راتباً وقدره (712) ريالاً فقط لا غير وهو صافي الراتب ثم تنقلت بي الحياة الوظيفية والحياة الدراسية حتى حصلت ولله الحمد والمنة على أعلى الشهادات وأنا على رأس عملي الرسمي. وبعد جهد وجهاد وكفاح في دروب الحياة وتنقل من وظيفة إلى أخرى وقد ناقشت درجة الدكتوراة في جامعة الإمام محمد بن سعود في تخصص التربية الإسلامية وكان عنوانها (الفكر التربوي عند ابن القيم) وقد حصلت عليها ولله الحمد والمنة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف مع الإذن بطبع الرسالة ثم واصلت التدريس في التعليم العام بجميع مراحله من الصف الأول الإبتدائي إلى الصف الثالث ثانوي بقسميه العلمي والأدبي وتقلدت فيه مناصب تعليمية وإدارية منها مديراً لثانوية ومتوسطة أبي زيد الأنصاري ثم موجهاً تربوياً ثم مديراً عاماً للإدارة العامة للتعليم للبنين بمحافظة ينبع البحر ثم نقلت خدماتي من وزارة المعارف حسب مسماها القديم إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مديراً عاماً لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة ثم تقلدت منصب الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للتعليم وحالياً أعمل عميداً لمعهد الأئمة والدعاة التابع لرابطة العالم الإسلامي وأنا أقول ذلك لأثبت أن الحياة جد واجتهاد وكفاح ومصابرة فالشاب العصامي طموحاته في الثريا لا يرضى بالدون ولا بالقليل أما الشباب التافه أو الكسول فهم شباب السهر والنوم والذين لا تتجاوز نظراتهم مواقع أقدامهم.
التعدد في الزوجات
| ما هو القرار الذي اتخذته ولا يزال عالقاً في ذهنك؟
|| أهم قرار اتخذته هو قرار من مبدأ اجتماعي أسري وقد يجد من يحاربه في الأوساط الاجتماعية ألا وهو مبدأ التعدد في الزوجات إن الله عز وجل قد أباح التعدد ووضع الإسلام له شروطاً وضوابط إذا تم الالتزام بها سعد الأفراد والأسرة بذلك وإن تم التفريط في عدم الالتزام بهذه الشروط أدى ذلك إلى نتائج سلبية.. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (حبب لي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة) فعندما قررت الزواج بالثانية والثالثة كنت قد أقدمت على قرار صائب وجريء فقد حققت من ورائه الكثير من الفوائد ولله الحمد والمنة.
محطات حافلة بالجد والاجتهاد
| ما هي أبرز محطات حياتك الشخصية والاجتماعية والعملية؟
|| إنها محطات حافلة بثمار الجد والاجتهاد والكدح والكفاح المتواصل وبعد النظر والتفكير الذي يقدر للآخرين آرائهم ويعتز بما اقتنع به دون تعصب للرأي واحتقار للرأي المخالف سواء كان ذلك في ا لحياة الاجتماعية أو الأسرية أو العملية فشعاري ما يقوله المالكية (من استقل برأيه زل ومن استخف بغيره ذل) وقبل ذلك شعاري قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تكن إمعة إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن إن أحسن الناس فاحسن وإن أساءوا فعليك بخويصة نفسك ودع عنك العوام) قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم).
سر الحياة
| الحب في نظرك..كيف يكون؟
|| الحب هو سر الحياة لكن الحب الذي يقره الإسلام وتظهر ثماره على حياة الإنسان عقيدة وسلوكاً ومنهج حياة وأعظم الحب حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب ما يحبه الله وما يحبه رسوله قال الله عز وجل (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وما أعظم تمثيل علماء السلف للإيمان بالطائر له صدر وجناحان فمحبة الله هي الصدر والجناحان الصبر والشكر ثم يأتي بعد هذا الحب محبة الإنسان لنفسه فلا يوردها موارد المهالك ومحبة الإنسان لوالديه ولزوجه وأولاده وأقاربه وأرحامه ومحبة الجيران والأصدقاء ومحبة المؤمنين عامة من مبدأ (حب لأخيك ما تحب لنفسك) بل ومحبته للناس أجمعين ومحبته أن يكون داعية خير ومشعل هداية (إن أحب عباد الله أنفعهم لعباده).
أتخلف عن هذا الموعد
| ما هو الموعد الذي تتعمد دائماً التخلف عن حضوره؟
|| الموعد الذي يكون فيه مضيعة للوقت ومعصية للرب عز وجل.
معوقات الحياة
| هل هناك هدف تمنيت أن تحققه وفشلت فيه وما هو؟
|| النجاح والفشل من معوقات الحياة لكن الفشل ينبغي أن يستثمر للنجاح وكم فشل أصبح بعده نجاح باهر فقد رسبت مرة في الصف الأول المتوسط ثم بعد هذا الفشل أصبحت من الأوائل في الدراسة لأنني تعلمت من أخطائي واستفدت من هذا الفشل.
بشرى الشيخ الباني
| ما هي أجمل هدية قدمت لك وهل تمارس عادة الهدايا؟
|| إن الهدية رمزها المعنوي أعظم من الرمز الحسي فأعظم هدية اعتز بها بعد أن أكرمني ربي بالإيمان والطمأنينة أن زف مشرفي إلي الشيخ عبدالرحمن الباني أمد الله في عمره في طاعته وحباه بالصحة والعافية عندما أعلن نتيجة منحي درجة الدكتوراه في التربية الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
أبكي لوداع رمضان
| هل أنت ممن يبكون.. ومتى آخر مرة ذرفت فيها عيناك الدمع ولماذا؟
|| إن الجواب على هذا السؤال أخشى أن يكون من باب الرياء والسمعة لكنني أجيب باختصار شديد إن لي في العام موقفين مؤثرين في آخر ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك عندما استشعر فراق هذا الشهر الكريم وفي يوم عرفة بعد صلاة العصر عندما أفارق هذا الموقف العظيم واتذكر مباهاة الله عز وجل بأهل الموقف وقوله لهم عز وجل (أفيضوا مغفور لكم).
الصلاح والتقوى
| ما الذي تحرص عليه في تربية أولادك؟
|| أهم ما أحرص عليه وادعو لهم به في خلواتي وصلواتي أن يكونوا صالحين مؤدين لعبادة الله عز وجل مجتنبين لنواهيه (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
ثوابت من كتاب الله
| ما هي الفلسفة التي تؤسس عليها التربية؟
|| فلسفة التربية الإسلامية ذات ثوابت وأصول راسخة تعتمد على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجاً ودليلاً قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فغاية التربية تحقيق هذا المعنى للعبودية وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فهذه الغاية وتلك المسؤولية هي الثوابت والمنطلق للتربية الإسلامية التي لو شاعت في عالم اليوم لنعم بثمارها الأفراد والأسر والجماعات والدول.
الفارغ يشعر بالفراغ
| فراغك أين تقضيه وما هي الصفة التي لا تود أن تراها في جيل اليوم؟
|| المؤمن لا يشعر بهذا الفراغ لأن حياته كلها لغاية ورسالته في المجتمع عظيمة (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي وممتاتي لله رب العالمين) فمن يؤدي الصلاة في جماعة ومن يحافظ علئ ذكر الله والأوراد المشروعة ومن له ورد من كتاب الله عز وجل ومن يتصل بالسنة النبوية في مصادرها الأصلية ومن يكون له نصيب من علوم الشريعة وعلوم الحياة ومن يمارس أعماله الرسمية بروح ايجابية لا يشعر بالفراغ بل الإنسان الفارغ هو الذي يشعر بالفراغ الإنسان الذي لا يعرف لحياته إلا معنى الأكل والشرب واللذة والمتعة (يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) لذا فينبغي للعاقل أن يأكل ليعيش ويعيش لغاية ويحذر أن يكون ممن يعيش ليأكل ولا غاية لحياته.
التفاسير والفقه
| ما هو آخر كتاب فرغت من قراءته أو لا تزال تواصل قراءته؟
|| إن العمل الرسمي يشغل طالب العلم عن تحصيله العلمي على الوجه الأتم والأكمل لكنني أخذت ولا زلت بالقاعدة الأصولية التي تقول (ما لا يدرك كله لا يترك جله) فلي في يومي الخميس والجمعة وهما الإجازة الأسبوعية من العمل الرسمي إطلاع وقراءة في بعض كتب التفاسير والحديث والفقه ومن أهم التفاسير التي بين يدي الآن كتاب (التسهيل لابن جزي الكلبي) وقد وفقني الله عز وجل وقراءته قراءة كاملة ولله الحمد مع شيخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله عندما كان إماماً لنا في مسجد الحي وليس هو صاحب الأضواء. كما أنني ولله الحمد قد أكملت في الأيام القليلة الماضية قراءة كتاب (صحيح الإمام البخاري) وعلقت على بعض الأحاديث الواردة فيه تعليقات تربوية عازماً بإذن الله تعالى إن مد الله في العمر أن أبرز ما فيها من دلالات تربوية تفيدنا في تربيتنا المعاصرة.
غذاء الروح والعقل
| ماذا تمثل لك القراءة؟
|| القراءة أمثلها بغذاء الروح والعقل فإذا كان البدن والجسم لا يستغنيان عن الأكل والشرب والهواء فالقراءة لا يستغنى عنها الروح والفكر.
نهضة ثقافية
| تنظم وزارة الثقافة والإعلام أسابيع ثقافية مع عدد من الدول العربية والصديقة فكيف ترون نتائجها على المشهد الثقافي السعودي؟
|| إن المملكة العربية السعودية تعيش نهضة ثقافية ذات معالم حضارية تجمع فيها بين الأصالة والمعاصرة والاستفادة مما هو عند الآخرين ولا شك أن مثل هذه الأسابيع الثقافية التي تشارك بها وزارة الثقافة والإعلام خارجياً لها انعكاس ايجابي على التعريف بحضارة المملكة ونهضتها الثقافية الكبيرة في مختلف المجالات.
الحاكم والمحكوم
| ثقافة الحوار بين المواطن ومؤسسات الدولة كيف يمكن تفعيلها لبناء مجتمع يقوم على المشاركة والحضارة الإنسانية؟
|| لقد نظم الإسلام العلاقة بين الحاكم والمحكوم والراعي والرعية فلكل منهما حقوق وعليه واجبات ينبغي معرفة ما هو واجب ويؤديه وما هو حق ويطالب بالرفق والمعروف لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوضح للرعية حق الراعي (اسمعوا واطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع الأطراف) كما قال عليه الصلاة والسلام (لا تنزع يد الطاعة حتى تروا كغراً بواحاً عنكم عندكم فيه من الله سلطان) هذا شيء وشيء آخر ينبغي عدم مصادرة الرأي المخالف بل ينبغي إلقاء الحجة بالحجة والدليل بالبرهان وإن المتبع لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن كثيراً من المواقف كان يخاطب العقل والعاطفة لدى الإنسان.
الضابط الشرعي
| سوق المال في المملكة يصنف بين الحذر والترقب ذلك لوجود بعض المشاركين فيه الذين يغلب على سلوكهم التلاعب فضلاً عن عدم الشفافية التي لا غنى عنها لأسواق المال على الجانب الآخر فهيئة سوق المال تصدر التعليمات والإرشادات بين الحين والآخر فما هي نصائحكم التي تبدونها للمتعاملين مع سوق المال؟
|| أهم ضابط يضبط سوق المال والأعمال هو الضابط الشرعي متى ما التزمه أصحاب المال والأعمال نجحت تجارتهم واستقرت نفوسهم واطمأنت أحوالهم ومتى ما فرطوا فيه وتلاعبوا به حصل الخلل والاضطراب وتشتت بهم السبل قال الله عز وجل (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقال صلى الله عليه وسلم (نعم المال الصالح للرجل الصالح) كما قال عليه الصلاة والسلام: (التجار هم الفجار يوم القيامة إلا من بر وصدق) ولا شك أن المطلع على كتب الفقه يجد في باب المعاملات حيزاً كبيراً لأنواع من الشركات والمعاملات المالية. فما أحوج سوق العمل اليوم إلى أن ينضبط بضوابط الشرع ويلتزم بها.
صلاحيات واسعة
| المجالس البلدية في الأمانات والبلديات ذات مردود ضعيف فمتى في نظرك يتم تفعيل هذه المجالس لتقوم بدورها الفعال في خدمة الوطن والمواطن وتحقيق أهدافها التي انشئت من أجلها؟
|| هذه المجالس ستقوم بتفعيل دورها إذا اعطيت صلاحيات واسعة وكان لها جهاز تنفيذي متكامل وجهاز متابعة دقيق وتم تدعيمها مادياً ومعنوياً.
المؤسسات التربوية
| قطاع الشباب يمثل مستقبل الوطن ولهذا القطاع قضاياه المتنوعة والملحة فكيف يمكن وضع استراتيجية متوسطة وطويلة المدى لمواجهة مشكلات الشباب؟
|| تتم معالجتها بتفعيل أعمال المؤسسات التربوية انطلاقاً من البيت والمدرسة والمسجد والجامع وأن يكون العلماء والمفكرون وأرباب الكلمة وحملة الأقلام قريباً من قلوب الشباب وعقولهم يتحسسون ويبحثون مشاكلهم ويبدون الحلول المناسبة لها لأن الفجوة إذا اتسعت بين هذه المؤسسات التربوية وبين الشباب فلا تنتظر إلا الانحرافات الفكرية والتصرف والغلو الذي يهلك الحرث والنسل.
العودة إلى الله
| الغلاء استشرى في الآونة الأخيرة فما السبل الكفيلة بمحاربة هذه الظاهرة؟
|| العودة إلى الله سبحانه وتعالى والإقلاع عن الذنوب والتوبة من المعاصي قال تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ...) الآية.
فالذنوب والمعاصي لا تأتي إلا بالشر وعلاج الغلاء هو التوبة من المعاصي والإقلاع عن الذنوب والعودة إلى الله سبحانه وتعالى.
الخاتمة الصالحة
| ما الطموحات والمشاريع التي تودون تحقيقها في المستقبل؟
|| الطموحات كثيرة والمشاريع متعددة وإنني في هذه السن لأسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يختم لي بخير وأن يثبتني على دينه حتى ألقاه فإنني في هذا العمر قد وهن العظم واشتعل الرأس شيباً وأعيش في أوساط عمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومتوسط الأعمار بين 60 70 عاماً أسأله سبحانه وتعالى أن يختم لي بخير ويثبتني على الدين حتى ألقاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.