كثير من الناس في هذه الأيام يحبون السهر حتى الفجر هداهم الله فتجده مع أصدقائه في الاستراحة ولعب الورق وشيشة المعسل وقيل وقال، وآخرون امام التلفزيون وامامه الشاي والمعسل والريموت في يده ويتنقل من قناة الى قناة حتى مطلع الفجر او حتى بعد الفجر، وآخرون في المطاعم الفاخرة ويأكلون مما لذ وطاب ، وشيشة المعسل وقيل وقال وضحكاتهم تملأ المكان حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ثم اكمال السهرة في البيت او الاستراحة، وآخرون مع الالعاب الالكترونية وايديهم على الريموت وأعينهم مسمرة في الشاشة ولعبة بعد لعبة حتى مطلع الفجر، وآخرون يقرأون القرآن ويتهجدون رافعين ايديهم لخالق السموات والأرض بالدعاء والمغفرة وقد وعدهم الله بالاجابة في هذا الوقت من الثلث الآخر من الليل فنعم هذا العمل ونعم هذا السهر. قال تعالى في محكم كتابه العزيز (الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار) آل عمران 17. وقال تعالى (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون) الذاريات 17، 18 وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ان في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم، يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة الا اعطاه اياه، وذلك كل ليلة» رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وايقظ امرأته، فان ابت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وايقظت زوجها، فان ابى نضحت في وجهه الماء» رواه ابوداود. وقال ابو سليمان : أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما احببت البقاء في الدنيا. وقال الفضيل رحمه الله : اذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم انك محروم وقد كثرت خطيئتك. وكان للحسن بن صالح جارية فباعها من قوم فلما كان في جوف الليل قامت الجارية فقالت : يا أهل الدار، الصلاة فقالوا : أصبحنا؟ أطلع الفجر؟ فقالت وما تصلون الا المكتوبة؟ قالوا : نعم، فرجعت الى الحسن فقالت : يا مولاي بعتني من قوم لا يصلون الا المكتوبة ردني فردها وقال الحسن رحمه الله: ما نعلم عملا أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال، وان الرجل ليذنب فيحرم به قيام الليل. فيا سادة يا كرام دعونا نعلم ونربي ابناءنا على عدم السهر في لذائذ الدنيا بين المطاعم والاستراحات وأمام التلفزيون وفي الالعاب الالكترونية والقيل والقال والغيبة والنميمة ونذكرهم دائماً بقول الله تعالى في محكم كتابه (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) الفرقان 64 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.