القاهرة : هالة أمين التعاون في الحياة الزوجية؛ هو سبيل لبقاء الأسرة متماسكة قوية، و سبب لمنحها النشاط و الحيوية، و لن يكون التعاون بين الزوج و زوجته قائما محققا، و مؤكدا موثقا، إلا إذا عرف كل منهما ما له فطلبه دون زيادة و تحامل، و عرف ما عليه فأداه دون ملل أو تقاعس قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ)(المائدة:2)، وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تباً للذهب والفضة قال عمر: فما تأمرنا؟ قال: لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وزوجة ً تُعين على أمر الآخرة) رواه أحمد والبيهقي وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء) رواه أبو داود وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات) رواه أبو داود وتُبين لنا هذه النصوص الشريفة تعاون الزوجين على طاعة الله ومرضاته فيما يؤكد الخبراء أنها سبب الفلاح في الدنيا والآخرة, كما أنها سبب السعادة في الدنيا, قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)(النحل:97(والحياة الطَيِّبَة هي حياة السعادة بجميع معانيها, فها هي رحمة الله تتنزل في بيتكما، والسكينة والطمأنينة تغشاكما، وملائكة الرحمة تحط رحالها بينكما وها هو الشيطان لعنه الله يفر هارباً خاسئاً فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ) رواه مسلم وهذا التعاون الجليل خطوة عظيمة على الطريق للولد الصالح؛ فصلاح الآباء ينفع الأبناء وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: "إني لأصلي، فأذكر ولدي؛ فأزيد من صلاتي", وقال أحد الصالحين: "يا بني, إني لأستكثر من الصلاة لأجلك".وفي هذا الجو الإيماني والعُش الدافئ الذي تغمره المودة والرحمة تَشِبُّ الذرية على حب طاعة الله، وتعظيم شعائره إقتداء بالأبوين؛ قال الله تعالى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ)(آل عمران:34)