وضع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أمس أمام الإعلاميين جملة من الحقائق والمعلومات عن مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية في المنطقة. وخاطب سمو ه الإعلاميين من ممثلي الصحف المحلية والعربية والقنوات في المؤتمر الصحافي بعد ترؤسه الاجتماع ال 12 للجنة التنفيذية لمشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية: (وددت الاجتماع بكم لأصحح بعض المعلومات التي انتشرت عن هذا المشروع، والتي للأسف تفاعل معها المحللون والكتاب على أنها معلومات صحيحة)، وقال: (أكرر ما قلته سابقاً وما دعينا إليه وما وافقتم عليه، وهو أن الإعلام من أوائل شركاء التنمية في هذه المنطقة، شريك في كل شيء في الرأي والمشورة وفي نقل المعلومة، لكن لوحظ في الآونة الأخيرة وجود لبس في المفهوم السائد عن مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية في منطقة مكة، فوددت الاجتماع بكم في هذا اليوم المبارك لأصحح بعض المعلومات الخاطئة التي انتشرت عن هذا المشروع، وتفاعل معها للأسف بعض المعلقين والكتاب على أنها معلومات صحيحة). واستطرد القول مخاطباً الإعلاميين: (للاعلام دور كبير جدا في أي مشروع كان في الحياة، وهو إما ان يكون ايجابياً واما ان يكون سلبياً، وفي حالتكم أنتم وانتم من المواطنين الشرفاء الاكفاء الذي يسعون لرفعة بلادهم وسمعة بلادهم ومواطنيهم، والذي يجب أن يكونوا مخلصين ومنصفين في نقل الصورة الحقيقية ولا يساعدون الاعداء في تشويه كل مشروع جميل تتبناه الدولة). وشدد الأمير خالد الفيصل على وجود هجمة شرسة عالمية تحاول تهميش كل ما تفعله هذه الدولة في حق المواطن، وأنتم من الأجهزة الفاعلة التي نتوخى فيها نقل الحقيقية وهي ناصعة وبيضاء ومشرفة للقيادة والدولة والمواطن، وقال للصحافيين انتم عليكم مسؤولية كبيرة جدا، نحن لا نطلب منكم التطبيل والتزمير ولكن انصفوا بلدكم وانفسكم فأنتم تستحقون أكثر مما تظنون، فبلادكم محترمة ومقدرة، وانظروا إلى التقارير التي تنشرها مراكز البحوث والدراسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ستجدون أنفسكم في المقدمة. وأكد أن الإعلام والحقيقة هما الوحيدان الكفيلان بتوضيح صورة المشروع الصحيحة، وقال “نحن ليس لدينا سوى الحقائق فقط لنتحدث بها وليس لدينا ما نخفيه أبداً”. الملك وولي العهد.. انطلاقة المشروع وأكد أمير منطقة مكة منطقة مكة أن مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية كان منطلقه نابعاً من اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وهذه القيادة كان يشغلها الوضع السائد في المناطق العشوائية في كل مناطق المملكة، وسبق أن تقدمت أمارة منطقة مكةالمكرمة بمشروع لمعالجة هذه الظاهرة، ووافق خادم الحرمين عليه، وأمر بإنشاء لجنة وزارية برئاسة الأمير نايف وعضوية وزراء البلديات والمالية والعمل إضافة إلى أمير منطقة مكةالمكرمة لدراسة هذه المشكلة ووضع الحلول العاجلة الكفيلة بمعالجتها، ثم أضيف إلى هؤلاء الوزراء وزراء آخرون هم وزير العدل ووزير النقل ووزير المياه والكهرباء، نظراً للعلاقة المباشرة التي لهم بتنمية الأجزاء في هذه المدن). ومضى يقول في السياق ذاته (هذا الاهتمام من القيادة يجسد لكم ولي ولجميع المواطنين مدى الأهمية لمعاجلة وضع هؤلاء المواطنين، ويحمل الجميع المسؤولية لتذليل جميع العقبات التي تعترض هذا المشروع، مشدداً في الوقت ذاته على أن الهدف الرئيس لمشاريع تطوير العشوائيات هو التنمية وليس الاستثمار التجاري، وهي ترتكز أصلا على بناء الإنسان قبل تنمية المكان، فمعالجة الوضع هي الارتقاء بمستوى المعيشة، والحياة الكريمة للإنسان في هذا المدن وهذه المناطق العشوائية ليكون مثل غيره من المواطنين والمقيمين الذين ينعمون بالعيش الكريم في أحياء متحضرة تكتمل فيها جميع الخدمات، وهذا هو الأساس في هذا المشروع). مشروع إنساني وحضاري وأكد أمير منطقة مكة أن مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية له أهمية إنسانية لأنه يسعى إلى تحسين أوضاع كافة ساكني الأحياء العشوائية، فهو لا يخص السعوديين فقط وإنما يشمل جميع المقيمين في هذا الأحياء، وخصوصا الذين عاشوا في هذا البلاد منذ عشرات السنين ولهم أجيال ممتدة فيها، مشيرا إلى أن مشروع العشوائيات يوفر الارتقاء من السكن والمعيشة من أحياء لا تتوفر فيها الخدمات ولا تتوفر فيها مقومات بيئية وثقافية وإنسانية واجتماعية إلى مخططات وأحياء تكتمل فيها جميع الخدمات المطلوبة للحياة الكريمة وقال الأمير خالد إن المشروع يشترط تأمين السكن الكريم والمريح للمقيمين وسبل التعليم والرعاية الصحية إضافة إلى تدريب أبنائهم وبناتهم ليؤهلهم للعمل ويؤمن لهم العمل في الشركات الموجودة في الموقع، موضحاً أنه تم الاتفاق مع وزارة العمل لإعطاء الاولوية في العمالة التي ستعمل في المشاريع قبل الاستقدام من الخارج، أما المواطن فسيتم تأمين سكن له في حي تتوفر فيه جميع الخدمات وأن يكون كافيا لأفراد اسرته. واستدك القول :( إذا كانت الوحدة التي تم تهيئتها للمواطن تكفي له فالحمدلله، وإذا كانت لا تكفي فعلى الشركة أن تؤمن له المكان الكافي لافراد الأسرة على حسابها، وله خيار ثان أن يأخذ مبلغ تثمين العقار ويتشري له منزلاً في المكان الذي يريد، أو ثالثا أن يساهم بمبلغ عقاره في الشركة المطورة، وإن أراد ان يساهم بأكثر من ذلك فله ذلك ويصبح من المؤسسين بأي مبلغ كان، مضيفا أن المشروع يوفر خياراً لأصحاب الأملاك تتيح لهم إنشاء المشروعات التي يريدون بما يتوافق مع المخطط العام المرسوم للحي، وكذلك يتيح الاستثمار كمجموعات لاصحاب المباني الصغيرة، ويبنون ما يشاءون مكان أملاكهم، وهم بذلك مشاركون في التطوير. شركات وصناديق حكومية وحرص أمير منطقة مكةالمكرمة على تصحيح بعض المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام، وقال: (من يتداول الإعلام في هذا الآونة أن المشروع تملكه شركات كبيرة ستأخذ المساكن وتبنيها ثم تبيعها بمبالغ كبيرة، وأود أن أوضح أن هذه الشركات وهي المطورة لا تملك المشروع، إذ إنها أعطيت نسبة 40 في المئة فقط من نسبة المساهمة في مشاريع المنطقة، فالمشروع تملكه الشركة الأم وهي حكومية 100 في المئة، كما أن البنية التحتية للمشروع تنفذها الدولة وقيمتها تصل إلى ربع قيمة المشاريع في هذه الأحياء المطورة، كما أن الصناديق التي تمول المشاريع مع الشركات المطورة هي صناديق مملوكة للدولة بالكامل، والحقيقة أن الشركة الأهلية لا تملك إلا 30 في المئة فقط من قيمة التطوير). ومضى سموه قائلاً: (توجد مشاكل ربما تكون في اسر من النوع الفردي أو الأسري وهي مشاكل يمكن حلها بالرجوع إلى الجهات المختصة، أو الرجوع لإمارة المنطقة، فإننا لم نوجد هنا في هذه المنطقة إلا للخدمة، وهناك لجنة برئاسة سمو المحافظ لدارسة أي مشكلة على أي أسرة أو فرد، وكذلك في مكة توجد لجنة برئاسة وكيل الامارة ويمكن الاتصال بهما). وشدد أمير منطقة مكةالمكرمة على أن مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية هو مشروع انساني اجتماعي ثقافي اقتصادي أمني، فهو إنساني لأنه لا يفرق بين المقيم وبين المواطن ويسعى إلى رفع المستوى المعيشي بين المقيم والمواطن على حد سواء، ولا يمكن أن نقبل نحن في المملكة في هذا الوقت ونحن نملك جميع الامكانات أن نسمح بأن يعيش بيننا مواطنون ومقيمون في مثل هذه الظروف، وهو اجتماعي لأن الحياة في هذه الأحياء لا تسر صديقا ولا ترضي مسلما، فهناك أمن غائب وحوادث مؤسفة معظم مرتكبيها من غير السعوديين ومن سكان الاحياء العشوائية. أما الحياة الاجتماعية والحديث لسمو أمير منطقة مكة فهي تجتاح إلى نظرة ومساعدة من الدولة لتنظيم هذه الأحياء والرقي بسكانها، كما أن الحياة الاقتصادية من المؤسف أن تكون بيننا مثل هذه الاماكن ونحن نستطيع تطويرها واستمثارها اقتصاديا وإنسانيا ومكانيا بما يعود بالنفع على ساكنيها، ونظهر بصورة مشرفة أمام العالم. مشروع تتبناه الدولة وبين أمير منطقة مكةالمكرمة أن اللجنة التنفيذية للمشروع عرضت جميع التجارب العالمية المماثلة في تطوير الأحياء العشوائية، ونحن نريد الحل السعودي الذي ارتأينا فيه أن نجمع كل هذه الحلول ونخرج بميزة إضافية تضمن معالجة الاوضاع الاجتماعية للسكان، حيث لا يمكننا أن نترك المواطن أو المقيم بعد تعويضه، بل نسعى إلى تعليمهم وتدريبهم وتأمين العلاج اللازم لهم والعمل وبين الأمير خالد الفيصل أن اللجنة التنفيذية لمعالجة الأحياء العشوائية استمعت للتقارير المقدمة من اللجان، حيث ثلاثة مشاريع تم البدء فيها في جدة هي بترومين وغليل والرويس، وفي مكةالمكرمة النكاسة وجبل الشراشف وطريق الملك عبدالعزيز، مؤكداً أن هذه المشاريع بدأت بعد دراسة وافية وشاملة تم الاستعانة فيها بدراسات سابقة ووضعت لها لوائح، وقال :(أنا واخواني وزملائي في اللجنة الفنية حاضرين للاجابة لأي استفسار، وارجو أن تدخلوا داخل الاحياء العشوائية وأن تتحدثوا معهم وأن تروا مشاكلهم ونحن مستعدون لتنظيم جولة مخصصة لكم). وخلص سمو أمير منطقة مكة في حديثه للإعلاميين قائلا (اؤكد أن المشروع ليس مشروعاً استثمارياً تجاري، بل مشروعاً تنموياً وانسانياً واجتماعياً تتبناه الدولة وهي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيه، وشكلت له لجنة وزارية برئاسة سمو ولي العهد، وتضم في عضويتها وزراء إلى جانب أمير منطقة مكةالمكرمة الذي يرأس لجنة تنفيذية تضم تحتها 21 إدارة حكومية بالاضافة إلى الغرف التجارية، كل هؤلاء لتنفيذ هذا المشاريع وتنفيذه التنفيذ الصحيح، مصححاً في الوقت ذاته، ما ذكر حول منع الأهالي في المشاركة بالمشروع، وقال :(بل لهم الحق في المشاركة، بل ولأصحاب الأرض الحق في البناء والتطوير، فهو ليس مرتجلاً بل مدروساً دارسة وافية من جميع الجهات). الأمير يرد على الصحافيين ووجه الصحافيون أسئلة لسمو أمير منطقة مكة تناولت الكثير من الملاحظات حول مستقبل مشروع معالجة وتطوير المناطق العشوائية، فضلاً عن دور إمارة مكة والجهات الحكومية، كما تناولت الأسئلة مشكلة التعويضات لأهالي الأحياء، وآلية تنفيذ الإزالة. وفي إجاباته، أكد سمو الأمير خالد الفيصل أن المشروع سيوفر المساكن البديلة لجميع المواطنين والمقيمين الراغبين في الانتقال سواء كانوا مستأجرين أو ملاكاً، وقال: (لن يخرج أحد من منزله إلا إلى منزل آخر). كما أوضح أن إمارة مكة خادمة لهذا المشروع ونحن في خدمة المواطن. مستدركاً: (لكن يوجد من يريد أن يشوه الصورة، وهذا يستطيع دائما أن يجد ماء عكرا للاصطياد فيه)، وتعهد في إجابته بأن ينفذ المشروع وأن يدخل فيه من يشاء من سكان الحي شريكاً بالمبلغ الذي يشاء. وشدد القول :( الذين تحدثوا عن أخذ الأراضي وإعطائها لغير أصحابها مخطئون، فمن يريد تطوير أرضه بنفسه بحسب الدراسات فله الحق، إذ إن هدفنا هو التطوير لا ثراء أحد على حساب احد)، مطالباً الإعلاميين بالتصدي إلى المنتفعين الذي يريدون تحقيق مصالح من خلال تعطيل هذا المشروع التطويري، وفضحهم وكشف حقائق أغراضهم، مرحباً بشراكة الإعلام بما يريدون بأي وسلة طلبوها، ومؤكداً أن الإمارة ترحب بالإعلاميين عبر إدارة الدراسات والعلاقات العامة، التي أكد أنها على كامل الاستعداد لتوفير كافة المعلومات والمقابلات وتوفير المعلومة الصحيحة والدقيقة من مصادرها. وقال في السياق ذاته: (أود أن الفت الانتباه إلى نقطة مهمة جدا يغفل عنها الكثير أو تغيب عنهم، فمفهوم تطوير الأحياء العشوائية لا يعني إزالة كامل تلك الأحياء، بل يسعى إلى إزالة الكتل العشوائية التي نشأت داخلها بطريقة مخالفة غير حضارية، فيما ستبقى المنشآت الحديثة المبنية بطريقة سليمة وتخطيط جيد كما هي، فهدفنا هو التطوير والتحديث ونحن مستعدون للتوضيح وبيان المعلومة الحقيقية من مصدرها الموثوق)، مشيرا إلى وجود سكان راغبين في الانتقال إلى وحدات سكنية حديثة بدلا من مساكنهم، إلى جانب وجود سكان كثر تقدموا راغبين في المشاركة كمساهمين ومستثمرين في المشروع. وأوضح أن مشاريع تطوير الأحياء العشوائية تختلف عن كل المشاريع الأخرى، لأنها تتعامل مع الإنسان، الصغير والكبير والمواطن والمقيم والمرأة والرجل، فهو مشروع معقد ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، لكن القائمون عليه أكفاء وأثق أنهم سيحققون هدفهم، ورغبة القيادة في تطوير هذه الأحياء العشوائية، إن شاء الله سنرى قريبا هذه الكتل العشوائية وقد اختفت وسكانها في مساكن مريحة كاملة الخدمات، لان مهمتنا هي التنمية الشاملة ونحن نسابق الزمن للوصل إلى العالم الأول.