لا دليل ولا مؤشر حتى الآن على صدق نوايا النظام السوري في الارتهان إلى حلول ومقترحات المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان للكف عن الأعمال الاجرامية بحق الشعب السوري الذي لاتزال قوات الأمن وشبيحة النظام تمطره بوابل من رصاص المدفعية الثقيلة ليتوالى سيناريو سقوط عشرات القتلى يومياً في مجازر دموية تنفطر لها القلوب وتقشعر لها الأبدان في إدلب وحمص ودرعا والمؤسف ان معظم الضحايا من النساء والأطفال. هذا بخلاف الجثث التي جرى اعدامها في مشهد وحشي يبرهن على انعدام الضمير الإنساني للنظام السوري وسدنته. وفي ظل القصف العنيف يضطر السكان إلى الفرار من منازلهم في المدن والقرى والارياف غير أن عناصر الأمن والشبيحة يعاجلونهم بنيران الرشاشات والدبابات ، بل تطاولت القوات السورية وازدادت ظلماً وعدواناً بزرعها الألغام على مقربة من الحدود مع لبنان وتركيا لتخلف خسائر في صفوف المدنيين الفارين بسبب أعمال العنف. ومع كل ذلك تشكل ألاعيب النظام السوري ومحاولته اضاعة الوقت بالتباطؤ في سحب القوات العسكرية من المدن والبلدات وايقاف المجازر التي تخلفها أعمال القصف العشوائي في صفوف المدنيين بذريعة استهداف إرهابيين معضلة حقيقية أمام المساعي الدولية الرامية لإنهاء الأزمة . لابد للرئيس السوري من الاستفاقة وادراك مغبة الخطر الذي يحيط بما تبقى من الشعب المغلوب على أمره وان يستجيب لنداء العقل والحكمة بسحب قواته وتغليب لغة الحوار والاصلاح بلا مماطلة أو تسويف.