كشفت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 69 شخصاً برصاص جيش النظام أمس، وعن وجود "عشرات الجثث المشوهة والمحروقة" في شوارع كرم الزيتون في حمص، متهمة قوات النظام بارتكاب العديد من المجازر في المدينة لم يكشف عنها بعد. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله أمس إن "العشرات من الجثث الملقاة في شوارع حي كرم الزيتون في حمص، نعرف من شهود من الجيش السوري الحر ومن سكان نزحوا من المنطقة أنها محترقة أو مشوهة بأدوات حادة". وأضاف "إننا شبه متأكدين من أن قوات النظام ارتكبت مجازر عديدة منذ دخولها حمص لم يكشف عنها بعد". وذكر أن الجيش الحر "تمكن خلال عمليات تسلل إلى بعض أطراف كرم الزيتون أول من أمس من سحب 14 جثة من الشارع، لكن لا يزال هناك الكثير من الجثث التي لا يمكن الوصول إليها". وقال العبد الله "بعد دخول قوات بشار الأسد إلى بابا عمرو وغيرها من أحياء حمص، بات الدخول والخروج من هذه الأحياء شبه مستحيل". وأكد أن "كل العوائل التي استهدفت بالمجازر هي معارضة للنظام وكانت تشارك في التظاهرات"، مشيرا إلى وجود عدد كبير من العائلات "المفقودة التي لا يمكن الاتصال بها ولا يعرف عنها شيء". من جهته أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال من بريطانيا أن "هناك حالة نزوح كبيرة للعوائل بالمئات من كل مناطق حمص خوفا من انتقام الشبيحة الذين يتصرفون بعنجهية وكأنهم انتصروا على إسرائيل". وقال "لا نعرف الكثير عن مصير عوائل في حمص قد يكون اعتقل أفرادها أو قتلوا أو نزحوا إلى أماكن لا نعرفها". إلى ذلك قتل عشرة أشخاص في أعمال عنف في سورية أمس، لا سيما في محافظة إدلب وفي درعا حيث نفذت القوات السورية عملية اقتحام ومداهمات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات عسكرية وأمنية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في درعا حيث سقط قتيلان برصاص هذه القوات، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين. وأشار إلى أن "الوضع الإنساني في درعا سيئ جدا، ويصعب إسعاف الجرحى بسبب القناصة والانتشار الأمني". كما قتل مدني في مدينة القصير في محافظة حمص برصاص قناص. وفي محافظة إدلب، قتل خمسة مدنيين في قصف وإطلاق نار من قوات النظام في جبل الزاوية، كما قتل منشقان في اشتباكات في المنطقة نفسها. وكانت قوات النظام سيطرت مساء أول من أمس بشكل كامل على مدينة إدلب حيث تستمر عمليات الدهم والاعتقالات، بحسب ناشطين. وفي سياق متصل أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير أمس أن التعذيب يمارس على نطاق واسع يصل إلى "مستويات غير مسبوقة" في مراكز الاحتجاز في سورية منذ سنة. واعتبرت المنظمة أن "الإفادات والشهادات التي أدلى بها الناجون من ضحايا التعذيب تقدم دليلا إضافيا على ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية في سورية". وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو آن هاريسون إن تجربة الاعتقال "أضحت بمثابة كابوس رهيب في عالم يملؤه التعذيب المنهجي المنظم". وأضافت أن نظام الاحتجاز والاستجواب المتبع يهدف إلى "إهانة الضحايا وإذلالهم وترهيبهم بغية حملهم على التزام جانب الصمت". ويوثق التقرير "31 أسلوبا من أساليب التعذيب وغيره من ضروب الإساءة المتبعة التي تمارسها قوات الأمن والجيش والعصابات المسلحة المؤيدة للحكومة والمعروفة باسم الشبيحة".