لا شك أن السيارة نعمة من نعم المولى سبحانه وتعالى ..فكم قضت من حاجة ..وكم أسعفت من مريض ..وكم أغاثت ملهوفاً ..وكم نقلتنا لأداء الصلوات في بيوت الله عز وجل ..وكم من أناس نقلتهم لأداء الشعائر الدينية وزيارة الأقارب وعيادة المرضى الخ. ومع كل ذلك فهناك من يسيء استعمالها بالسرعة الجنونية والتفحيط والتهور ..يا لها من أفعال تترك وراءها آلاما وحسرات وعاهات مستديمة وحالات شلل كامل أو شلل نصفي. أحبتي/ لا شك أن لهذا التهور آثاراً وأضراراً خطيرة على الشاب والأسرة والمجتمع .. لقد فتن كثير من شبابنا بهذه الظاهرة وأصبحوا مع الأسف الشديد يتفننون في أنواع الحركات السيئة والتي تؤدي إلى حوادث أليمة وجسيمة نتيجة تلك المغامرات اللامسؤولة من قبل بعض شبابنا هداهم الله تعالى فأزهقت الأرواح البريئة وذرفت الدموع ..كم من حوادث نراها يومياً على الخطوط والطرق السريعة نتيجة السرعة من جهة وعدم الإلمام بمعرفة القيادة السليمة. إننا نفقد يومياً شباباً في عمر الزهور ..إن القيادة ياسادة لها آداب وقواعد يعرفها من يجلس خلف مقود السيارة ومن يعرف آداب الطريق..يجب على قائد السيارة أن تكون حواسه منتبهة أثناء القيادة لأن القائد المتزن هو من يستطيع أن يميز بين الفوائد والأضرار ، وما نشاهده حالياً من طيش واستهتار من قبل بعض السائقين يدعو إلى القلق والخوف عليهم وعلى المحيطين بهم وذلك بسبب السرعة الزائدة والتجاوز الخاطىء حتى في الشوارع الضيقة ..إن المتتبع لاحصائيات الحوادث يجدها أرقاماً مخيفة. وأود هنا من هؤلاء الشباب المستهترين أن يقوموا بزيارة للمستشفيات ليشاهدوا ما تركته الحوادث المرورية فالمناظر مؤلمة فكم من شاب كان في قمة نشاطه وحيويته أصبح طريح الفراش والسرير الأبيض لا يستطيع الحراك فقد شلت حركته ولم يبق له من حركة سوى نظرة بالعين فقط أقول لشبابنا زوروا أقسام الحوادث في المستشفيات فسوف ترون ما يؤلم القلب وما تذرفه الأعين فإذا لم تتعظوا وترتدعوا فقولوا على شبابكم السلام. فكم من شباب ورجال ونساء وأطفال تحولوا إلى أشلاء بسبب الطيش والتهور وقطع اشارات المرور والتجاوزات الخاطئة ..الخ. ومن هنا أود أن أشير إلى أصحاب القرار في بلادنا الغالية أن يؤكدوا على عدم استيراد السيارات التي تزيد سرعتها عن (120) كم / الساعة ما دام أن السرعة لدينا محددة من (100-120) كم / الساعة ولابد من ارغام الشركات المصنعة بأن لا يتم اصدار أي سيارات مهما كانت تلك المصانع إلا بتحديد السرعة التي تناسب ما يصدر من قبل إدارة المواصفات والمقاييس حتى لا يلقي شبابنا بأرواحهم وأرواح الجميع إلى التهلكة..وحتى نحافظ على شباب اليوم ورجال المستقبل أصحاء ، كما أتمنى من إدارات المرور اصدار تعليمات مشددة ضد من يتهاون في قيادة السيارات أو يخالف تعاليم رجال المرور ، كما أن استعمال الهواتف النقالة من أسباب تلك الحوادث المؤلمة. وبالمناسبة فإن طريق الهجرة (طريق حي النوارية ) بمكة المكرمة من الطرق التي ضربت الرقم القياسي في الحوادث المرورية التي لا يخلو منها يوم حتى نرى ما يدمي القلوب من خلال التهاون في أنظمة السير وهذا مع وجود ساهر الذي لم يستطع تقديم أي شيء لهؤلاء المتهورين والملاحظ أن السائقين يسيرون بسرعة (100) السرعة المقررة ولكن بعد أن يتعدوا ساهر نجدهم (يصفون الطبلون) كما يقال..حيث أصبح البعض يخاف من ساهر أكثر مما يخاف على روحه وروح العابرين في الطريق مع الأسف الشديد!!. كم أتمنى تضمين المناهج الدراسية بمواد تتناول الثقافة المرورية التي تسهم بفعالية في نشر الوعي المروري وايقاف النزيف البشري على الطرقات والخطوط السريعة حيث تعتبر التربية المرورية جزءاً من الثقافة العامة التي تنمي لدى الطالب بعض المفاهيم والمهارات والقيم والاتجاهات المرتبطة بالتربية المرورية لأن القيادة فن وذوق وأخلاق إذا التزم الشخص بأساسياتها فإنه حتماً يساهم في نشر السلامة في المجتمع والتقليل من الحوادث التي تزيد يوماً بعد يوم والله الهادي إلى سواء السبيل. همسة: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة