هالتني إحصائية المرور لعام 1430ه عن الحوادث المرورية ، والتي قامت بتوزيعها الإدارة العامة للعلاقات والإعلام في مرور جازان في برنامج(سلامتي)، الأرقام تفوق الخيال فهي كارثة حرب وإليكم الأرقام 484805(حوادث مرورية) ، نتج عنها (6142قتيلا) و (34605مصابين) . لاحظوا الأرقام المفجعة ، خاصة في الأرواح التي هي أغلى من الأموال ، فعدد القتلى بمعدل 17شخصا في اليوم الواحد، وعدد المصابين والمقصود بهم كل من دخل المستشفى سواء كانت الإصابة بليغة ومعيقة أو كانت كدمات وكسور وعددهم بمعدل يومي95 مصابا , ولكم أن تلاحظوا عدد الحوادث الفلكي معدلها اليومي 1328حادثا مروريا في اليوم الواحد , أليست كوارث تحتاج منا جميعا مواطنا و مسؤولا وقفة جادة وصادقة لدراسة الحلول ، ووضع حد لهذه الحرب؟ فكم من أم ثكلت في قرة عينها ؟ وكم من طفل ذهب أبوه باكرا فأمسى وهو يقاسي مرارة اليتم ؟ وكم من أسرة سافرت فبادت برمتها ؟ وأكاد أجزم أنه لا يخلو بيت سعودي من فقد عزيز أو ألم مصاب، نصف مليون حادث مروري في عام ينتج عنه تلف مليون مركبة لمليون مواطن ولكم أن تقدروا إضافة للخسائر البشرية الخسائر المادية الناتجة عن هذه المعركة. لماذا السعودية هي الأعلى في نسبة قتلى الحوادث من بين دول العالم ؟وذلك حسب التقرير التالي (يكشف تقرير منظمة الصحة العالمية عن تسجيل السعودية أعلى نسبة وفيات في حوادث الطرق على المستويين العربي والعالمي، حيث وصل عدد الوفيات إلى 49 وفاة لكل 100 ألف من السكان ، متقدمة بذلك على دول كثيرة من حيث عدد الوفيات لكل 100 ألف من السكان، مثل مصر 41 شخصاً، وفي إريتريا 48 شخصاً، وفي أفغانستان 39 شخصاً، وفي تونس 34.5 شخصا.) ، أليست الهمجية والسرعة والتهور والطيش في قيادة بغض الشباب للسيارة بل أغلبهم من أسباب الكوارث المفجعة في مستقبل بناء بلادنا ؟ إذا هيا بنا ننادي بصوت واحد على من يملكون الحل والربط في الضغط على موردي السيارات بتعديل مواصفات السيارات المصنعة لنا بحيث لا تتجاوز سرعة المركبة 120 كيلومترا في الساعة , فلعل ذلك يسهم في تحجيم كارثة حرب الشوارع والطرقات .