تشهد الدقائق الأخيرة قبل موعد الافطار حوادث مرورية قاتلة، تزهق الكثير من الأرواح سنويا، بفعل تهور بعض السائقين ومخالفة الكثر منهم للأنظمة والتعليمات المرورية، رغبة في اللحاق بوجبة الإفطار أو السحور. يقول بندر البادي (مسعف في الهلال الأحمر في عنيزة): المسألة ليست تهور فحسب، بل أسميها عدم وعي وإدراك لمسؤولية المجتمع، فالإنسان المتهور لايكبد نفسه الخسائر فقط، لكنه يكبد من حوله أيضا مضار وخسائر لاتطاق تصل في بعض الأحيان للوفاة، وكم شاهدنا من وفيات خلفها التهور وأرواح حصدتها الحوادث المرورية. وأضاف بالرغم من أن المرور يؤدي دورا توعويا على مدار العام وبالذات في أسابيع المرور، إلا أننا لانلمس إدراكا ووعيا من قبل فئة الشباب وبخاصة الطائشين منهم، لهذا فنحن نحتاج إلى حزم في التعامل مع المخالفين، وأقصد أن لاتكون هناك محاباة أومجاملة للبعض، ونحن في جمعية الهلال الأحمر نواجه الكثير من الحوادث المرورية التي يدمى لها القلب، خاصة في أوقات الفطور والسحور، ولكن نسبة الحوادث عند الفطور أكثر من السحور. قطع الضوئية يقول أبوصالح «تعرضت أسرتي لحادث مروري مؤلم في طريق العودة إلى المنزل قبل أذان المغرب، بسبب السرعة من قبل شاب متهور قطع الإشارة الضوئية واصطدم بالسيارة التي يقودها ابني ما أدى إلى إصابة بعض الركاب بكسور، بالإضافة إلى إصطدام الشاب المتهور بشخص كان يمشي على قدميه، وتسبب في نقله للمستشفى وهو في غيبوبة تامة، وقد علمنا أنه أصيب بكسور مضاعفة». تهور شبابي ويشير أستاذ علم النفس في كلية المعلمين الدكتور أحمد محمد صديق إلى وجود التهور الشبابي في غالبية المجتمعات، والشاب حينما يعيش حالة فراغ ولديه طاقة كامنة، فهو يبحث عن مخرج لتفريغها يجده خلال قيادة السيارة بشكل متهور. وأضاف أبناء الجيل الحاضر أصبح بينهم وآبائهم فجوة عميقة وفراغ كبير جعل الأبناء بعيدين عن النظر الأمر الذي مكنهم من ممارسة أفعال خطرة كالتهور في قيادة المركبات والدراجات النارية، لذا لابد من إشغال الأبناء بما هو نافع حتى ندرأ خطرهم على أنفسهم والآخرين، وفي هذا الشهر الكريم يكثر التهور الجنوني في قيادة السيارات عند لحظات الفطور والسحور، هو ناتج عن تأخر الشباب عن الوصول لمكان تناولهما، ولهذا يجب عدم التأخير، وإن أضطر للتأخر فأنه يجب السير بالتأني حتى لاتكون العواقب وخيمة. متغيرات حياتية ويعتبر محمد الفهد الصويلح (مشرف تربوي في إدارة التربية والتعليم في منطقة القصيم) أن المتغيرات الحياتية أصبحت صعبة، فالأسرة أضحت مشغولة عن أبنائها، والآباء يلهثون وراء المادة، والمدارس تحمل المنزل واجبات وأساسيات هي في الحقيقة من صميم عملها، والمرشدين الطلابيين يغيب دورهم في المدرسة والمجتمع، وفي ظل هذه الأجواء غير الصحية تغيب التربية الصحيحة لذ يظهر الطيش الشبابي عند قيادة السيارات، وظهور التهور في اللحظات الحرجة قبل الإفطار يأتي نتيجة لسوء التخطيط، فالبعض يقضي وقتا كبيرا في الخارج وإذا اقتربت ساعة الإفطار أنطلق مسرعا يريد اللحاق بساعة الفطور دون سابق تخطيط للوقت، فتقع الحوادث المرورية المؤلمة، ومن هنا يتوجب على الجميع التخطيط الجيد للوقت، وعدم التهاون تفاديا للسرعة والتهور التي تكون معها النهايات المؤلمة. حوادث رمضان وأكد مصدر مسؤول في إدارة مرور عنيزة ارتفاع نسبة الحوادث المرورية في شهر رمضان المبارك، خصوصا قبل أذان المغرب؛ لتهور بعض السائقين وحرصهم على التواجد في المنزل قبل الأذان، في الوقت الذي تزدحم فيه الطرقات بارتال من السيارات. وأضاف التهور في القيادة أمر غير مرغوب فيه، وقد رأينا العديد من الحوادث المؤلمة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، والأمل كبير في أن نكون أكثر حرصا من وضع العقوبات. وأشار إلى أن المرور لا يتوانى في تطبيق العقوبات بحزم مع المتهورين، من خلال تكثيف تواجد دوريات المرور في الطرقات والشوارع المزدحمة والتقاطعات والميادين العامة لتنظيم حركة السير والحد من التزاحم المروري، لافتا إلى أن الإدارة عمدت في الفترة الماضية إلى بث روح التوعية لدى الشباب بخطورة التهور في القيادة.