لهاث على الطرق السريعة وسباق ماراثوني حد الجنون ذلكم الركض الذي يستهوي ثلة من الشباب وهم يطلقون العنان لمحركات سياراتهم وفي غمرة الانطلاقة التي اشبه ما تكون براليات السيارات يقفز مؤشر عداد السرعة الى أعلى مستوى ومن ثم ينخفض فجأة اذا ما لاحت سيارات أمن الطرق. التجاوزات الخاطئة تتعقب المركبات على امتداد الطريق أشبه بالبرق الخاطف على الرغم من الجهود التي يبذلها رجال أمن الطرق والتهور الملح الرئيسي لهؤلاء الذين يعمدون الى اطفاء المصابيح حيناً واستخدام الاضاءة الخافتة غير آبهين بسلامتهم وسلامة الآخرين.. أرواح عديدة حصدتها تلك التصرفات الهوجاء.. وكم من أنفس بريئة لقيت حتفها جراء التهاون في التقيد بالتعليمات واللوائح المرورية التي لم تسن الا للحفاظ على سلامة مرتادي الطرق من المواطنين والمقيمين. فهناك العديد من الحوادث التي وقعت على الطرق السريعة حوادث دموية فظيعة تسبب فيها مراهقون وشباب طائشون وتشير الاحصائيات الصادرة من الادارة العامة للمرور الى تنامي عدد الوفيات الناجمة من حوادث السير ولكن كيف يعي شبابنا فداحة الخطر؟!. انني أتألم دائماً على ما يقوم به بعض الشباب من تصرفات سخيفة وحركات مذهلة وتلاعب بأرواح البشر والتي ينبغي على المرء ان يحرص كل الحرص على التقيد بضوابط السير عليها غير أن السرعة الزائدة واطفاء المصابيح باتت عادة متبعة من قبل اولئك الشباب واتذكر انه في احد الأيام كنت في طريقي متجهاً من مكةالمكرمة الى الطائف لاحظت تلاعب العديد من السائقين الذين لا يعتبرون بوقوع الحوادث المميتة ولا يتورعون من المشاهد المأسوية فتجدهم يقومون بحركات بهلوانية ويسيرون بسرعة البرق وعادة لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً، مع ان رجال أمن الطرق يقفون لهم بالمرصاد.. وانني اذ أضع اللوم هنا على اولياء الأمور الذين يتركون لابنائنهم الحبل على الغارب ولا يقومون بتوجيههم وحثهم على الالتزام باللوائح المرورية ما يفاقم حوادث السير التي اصبحت لا تعد ولا تحصى وفي ارتفاع مستمر وهاهي الصحف والمجلات تطالعنا بين الفينة والأخرى بحوادث يندى لها الجبين.. فكم من ارواح ازهقت، واطفال يتموا، ونساء ترملن، واصابات خلفت الشلل وحطمت العظام، وشوهت الأجساد، و.... و... الخ ولكن لم يأخذوا العبرة، ولم يلتزموا بالاستخدام الصحيح للطرق السريعة متعللين بأنها طرق سريعة ولابد من السرعة عند ذلك!!. وتناسوا بأنها هيئت للخدمة العامة وليس لازهاق الأرواح البريئة. انهم بذلك يسابقون الريح بتجاوزاتهم الخاطئة ويغامرون بأرواحهم بدون تفكير في العواقب. انني ادعو هؤلاء الشباب المستهترين لزيارة قسم الحوادث في مستشفياتنا الحكومية والأهلية ليشاهدوا عن قرب ما خلفته تلك السرعة من مشاهد مؤلمة وحالات تذرف لها الدموع ويتقطع لها القلب.. حالات بين الحياة والموت.. وحالات في غيبوبة منها طويلة الأمد واخرى قصيرة.. وحالات تنتظر ساعة الرحيل من هذه الدنيا الفانية الى الدار الآخرة. واتساءل : متى يعود هؤلاء الى رشدهم؟ ومتى يكف هؤلاء عن التصرفات الطفولية الرعناء؟! والله الهادي الى سواء السبيل.