أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية في المنطقة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود وسمو ولى عهده الأمين حفظهم الله على إنجاح مشروع تطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة . وقال سموه : إن مشروع معالجة وتطوير العشوائيات بالمنطقة كان أول مشروع أرفعه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود أيده الله بعد أن تشرفت بخدمة هذه المنطقة ولقد وجدت من ولى الأمر حفظه الله كل الاهتمام للبدء فورا في تنفيذ هذا المشروع حيث أمر حفظه الله بتشكيل لجنة برئاسة سمو ولى العهد وعضوية ثلاثة وزراء بالإضافة إلى أمير المنطقة ثم زاد عدد الوزراء إلى ستة وزراء وذلك لينتقل هذا المشروع من فكرة إلى مشروع تحت التنفيذ . جاء ذلك في كلمة لسموه أمس خلال رعايته مراسم توقيع عقد إنشاء كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق والأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة الذي تنفذه جامعة أم القرى بتمويل من شركة بن لادن السعودية لمدة خمس سنوات وكذلك توقيع عقد أول مشروع استثماري للجامعة بموقعها بزهرة كدي مع صندوق التعليم العالي الجامعي بحضور عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي ورؤساء الدوائر الحكومية والأهلية بمكةالمكرمة وذلك بقاعة الملك فيصل بالمدينة الجامعية بالعابدية . وأضاف سموه قائلا : مشكلة الأحياء العشوائية ليست خاصة بهذه المدينة أو هذه البلاد بل هيا مشكلة عالمية فهناك أحياء عشوائية في أكبر مدن العالم وتحظى معالجة مشكلة الأحياء العشوائية باهتمام دولي ومحلى فا الأممالمتحدة تهتم بهذا المشروع وتتابعه على الدوام. وأفاد سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن مشروع تطوير ومعالجة المناطق العشوائية لايتعلق فقط بالمباني والأعمار وليس مشروعا سكنيا أو عمرانيا بل انه مشروع انساني حيث ان هناك بشر يسكنون هذه العشوائيات التي انتشرت لأسباب لا يتحملها أي شخص أو جهة حيث أنها موجودة في أكبر مدن العالم لافتا النظر إلى أنه آن الأوان لحل هذه المشكلة خصوصا أننا في هذه البلاد المباركة نتمتع بجميع عناصر النجاح المنشود فلدينا قيادة مهتمة بإسعاد الإنسان سواء كان مواطن أو مقيم مؤكدا أن معالجة المشكلة في حد ذاتها معالجة لتطوير الإنسان وبنائه. وبين سموه أن بناء الإنسان ليس بالأمر الهين والسهل ومعالجة الأحياء العشوائية ليست هدم وبناء مباني فقط فهناك مشكلة إسلامية وإنسانية واقتصادية وثقافية وطبية واجتماعية ونفسيه وهذه المشاكل لابد من حلها في ظل ما ننعم به في هذه البلاد من استقرار وامن وقدرة ماليه مشيرا إلى أن المشروع بني على أساس التنفيذ بمشاركة الدولة والقطاع الخاص من خلال تشجيع أصحاب الأموال للاستثمار في بلدهم مطالبا رجل الأعمال بالاستثمار في وطنهم مع تحقيق الإقامة للمقيمين في هذه البلاد بصورة كريمة خاصة لأولئك الفارين بدينهم من بلدانهم إلى هذه البلاد المباركة فهم يستحقون مكانا لائقا بهم إنسانيا وإسلاميا وأوضح سموه أن مشروع تطوير ومعالجة العشوائيات بدأ منذ أكثر من سنتين حيث كانت بدايته جيده فقد تم عمل مسح ميداني لكل من يستحق أن يشمله هذا التطوير وهذه المعالجة مبيننا انه ظهرت عدة مشاكل في مايتعلق بالمناطق العشوائية بالمنطقة منها صكوك الملكيه حيث وجد عدة أحياء بها منازل على أرض ليس لها صكوك كما ان هناك بعض الأحياء مقامه على أرض مملوكه لشخص واحد ومبنى عليها مئات المنازل كلها هذه المشاكل لابد من حلها أولا ومن ثم الشروع في عملية التطوير والمعالجة التي هيا عملية تغير من وضع غير إنساني الي وضع إنساني ومن وضع يرضاه المسلم إلى أخيه المسلم وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ان هذه المشاريع ومشاريع التنمية لا يمكن أن تنجح إلا بتضافر جهود جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وشرائح المجتمع مفيدا أن جامعة أم القرى تشارك وتساهم بهذا الكرسي في مشروع شبكات التنمية التي طرح قبل أيام متمنيا من كافة الجامعات الخروج من أسوارها الي خارجها لخدمة المجتمع وان يكون لرجال الأعمال المساهمة الفاعلة في دعم المشاريع والبحوث العلمية في معالجة العشوائيات وتطويرها سائلا الله العلى القدير ان يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح لهذه البلاد المباركة . وقد قام مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة بن لادن السعودية المهندس يحيى بن لادن بتوقع عقد إنشاء كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية . ثم وقع مدير الجامعة الدكتور بكري عساس والأمين العام لصندوق التعليم العالي الجامعي الدكتور سليمان السكران عقد أول مشروع استثماري لموقع جامعة أم القرى بزهرة كدي مع صندوق التعليم العالي الجامعي الذي يأتي كخطوة مهمة لمواكبة التوجه الاستراتيجي لوزارة التعليم العالي لاعتماد الجامعات على مواردها المالية الذاتية على المدى البعيد من خلال تنشيط كافة الآفاق الاستثمارية في مجالات البحوث العلمية والاستشارات المتخصصة وبيوت الخبرة وحاضنات الأعمال إلى جانب المواقع العقارية المهمة . وقد شاهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة صور ومجسم المشروع الاستثماري للجامعة بمنطقة زهرة كدي الذي يقع على مساحة إجمالية قدرها 248 ألف متر مربع . وقد روعي في الأعمال التصميمية للمشروع الدمج بين الاتجاهات الحديثة في البناء والأصالة في النمط المعماري الخاص بمكةالمكرمة والبيئة الإسلامية بحيث تكون مبانيه معبرة عن جوهر أصالة المنطقة والبعد التاريخي لها ، وتحمل روح المعاصرة والتطور الذي تشهده المنطقة و الرؤية المستقبلية لها نحو العالم الأول. ويتكون المشروع من مجمع إداري للمكاتب والخدمات التجارية وهو عبارة عن برج مكون من خمسة وعشرين طابقا بمساحة تزيد على أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع، ملحق بهما مساحات خصصت كمواقف للسيارات وأخرى لخدمات المبنى كما يضم المشروع أيضا برجا للشقق السكنية بارتفاع ستة وعشرين طابقا ويحتوي على شقق سكنية للاستخدام ( طويل المدى ) والمشروع مزود بمناطق مخصصة لمواقف السيارات والحدائق، وقد روعي في تصميمه المحافظة على خصوصية السكان بجميع مرافقه إلى جانب اشتمال المشروع على مجمع للمباني السكنية تضم ستة مبان يتكون كل منها من أربعة وعشرين طابقا متكررا بمساحة 900متر مربع تقريبا لكل طابق، ومبنى للشقق الفندقية (خصص للتأجير الاستثماري قصير المدى ) بارتفاع ثلاثة عشر طابقا وعلى مساحة تقدر بأكثر من ستة آلاف متر مربع كما يتضمن المشروع ثلاثة أبراج فندقية فئة ( خمس نجوم ) بارتفاع ثمانية وعشرين طابقا لكل منها بالإضافة إلى ثلاثة طوابق أخرى ( أرضي وميزان وطابق للمطاعم ) بمساحة تبلغ أكثر من ثمانمائة مترا مربعا، وتحوي الأبراج الفندقية مجمعات تجارية ومراكز للتسوق تتصل بالفندق في الطابق الأرضي ومواقف للسيارات وأماكن للترفيه ومطاعم وأماكن لألعاب الأطفال، إضافة إلى مجمع لخدمات المنطقة السكنية يضم مركزا اجتماعيا وترفيهيا لخدمة السكان على مساحة أكثر من ألف وثلاثمائة متر مربع. أما الجزء الآخر من هذا المشروع والذي يمثل أحدث الاتجاهات في تصميم المباني صديقة البيئة وهو الأول من نوعه في مكةالمكرمة فيضم مبنيين للمعارض والشقق الفندقية بارتفاع ستة طوابق وعلى مساحة تقارب السبعة آلاف متر مربع لكل منهما، خصص الدور الأرضي في كل مبنى للمعارض التجارية ، أما الأدوار العلوية منهما فخصصت للشقق فندقية، كما يضمان أيضا منظومة من الخدمات التجارية والإدارية والتسويقية ومواقف للسيارات ومساحات خضراء. ويضم المشروع مجمعا للمباني السكنية يتكون من أربعة مباني بارتفاع عشرة طوابق متكررة لخدمات السكن الدائم ، ويشتمل على مرافق للخدمات ومركز ترفيهي اجتماعي في طابقين يمتدان بين المباني لتكون كتلة اتصال بصري ووظيفي بينها. حضر الحفل معالي نائب الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الدكتور محمد بن ناصر الخزيم ومعالي نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية المتجددة الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وعدد من المسئولين بمنطقة مكةالمكرمة .