يشهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ظهر غد السبت مراسم توقيع عقد إنشاء كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق والأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة الذي تنفذه جامعة أم القرى بتمويل من شركة بن لادن السعودية وكذلك توقيع عقد أول مشروع استثماري لموقع الجامعة بزهرة كدي مع صندوق استثمار التعليم العالي الجامعي بحضور عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي رؤساء الدوائر الحكومية بمنطقة مكةالمكرمة وذلك بقاعة الملك فيصل بالمدينة الجامعية بالعابدية . وثمن معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس هذه الخطوة من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة واصفا إياها بأنها تعد دلالة واضحة على حرص واهتمام سموه بالرقي بمنطقة مكةالمكرمة وتتواكب مع الخطة العشرية للمنطقة التي أعلنها سموه والهادفة في مجملها إلى الاهتمام بالإنسان والرقي بالمكان وتحقق طموح سموه للسير قدما بمكةالمكرمة نحو العالم الأول ويعكس إيمانه بالبحث العلمي الذي يعد الوسيلة الوحيدة والمناسبة لتحديد وجهات ومسارات نمو المنطقة عمرانيا والتعامل مع واقع الأحياء العشوائية التي تعاني منها بعض أحياء المنطقة . وبين معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن الكرسي الذي سيستمر-بمشيئة الله تعالى-خمس سنوات سيسهم في حل واحدة من أكثر الملفات تعقيدا وهي المناطق العشوائية التي لها أبعاد أمنية واجتماعية وإنسانية وخدمية وعمرانية وسيشتمل على تنظيم العديد من حلقات العمل والندوات والمحاضرات التوعوية التي تبين أضرار العشوائيات وتوضح الايجابيات من تطويرها. وأفاد معاليه أن الجامعة تشهد ولله الحمد حراكاً علمياً وبحثياً في مجال الكراسي العلمية من خلال مجهودات وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي التي تشرف حالياً على ستة كراسي علمية متمثلة في كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لإسكان الحجاج , وكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة , وكرسي البر للخدمات الإنسانية , وكرسي جميل خوقير لأمراض سرطان القولون , وكرسي الدكتور محمد عبده يماني لإصلاح ذات البين , وكرسي أبناء يحيى ومشعل الزايدي لأمراض المفاصل والروماتيزم , بالإضافة إلى قيام الجامعة بوضع الاستعدادات لتنفيذ كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقرآن الكريم الذي حظيت جامعة أم القرى مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية بشرف تنفيذه , مؤكداً أن جميع الكراسي تدار ولله الحمد بكل جدارة واقتدار من قبل نخبة من الكوادر العلمية بالجامعة المؤهلة . من جهته أوضح وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك في تصريح مماثل أن كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة يهدف إلى التوثيق العلمي لجميع مراحل مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة وابراز كافة جوانبه الإدارية والفنية (الهندسية والعمرانية) والتنظيمية والإنسانية والأمنية والاقتصادية , والتأصيل العلمي والبحثي لأفضل الممارسات في تطوير المناطق العشوائية محلياً وعالمياً , وطرق الافادة منها لتطوير لمناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة , وكذلك نقل المعرفة من الجامعة بخبراتها العلمية والبحثية إلى المجتمع والجهات ذات العلاقة , والارتقاء بالوعي العام لدى المجتمع المحلي بطبيعة المشكلة وآليات الحل , والارتقاء بالوعي الإداري والمهني للكوادر بالجهات التنفيذية ذات العلاقة , علاوة على تطوير أدوات وتقنيات التعامل مع المناطق العشوائية , وآليات ومنهجيات الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص لتطوير المناطق العشوائية . وبين أن هناك العديد من الأنشطة والبرامج المتعلقة بمجال الكرسي تتمثل في إجراء بحوث علمية بمشاركة محلية وعالمية في عدة موضوعات منها دراسة منهجيات وآليات التعامل مع المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة ودراسة الممارسات المحلية والعالمية في التعامل مع المناطق العشوائية عن طريق البحث العلمي , وتحليل الوضع الراهن الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والعمراني للمناطق العشوائية بمكةالمكرمة , وإيجاد معايير مبنية على أسس علمية لتقييم بدائل تنمية وتطوير المناطق العشوائية , والقيام بالنشر العلمي في مجال تطوير المناطق العشوائية من خلال الكتب العلمية في مجال أساليب التعامل مع العشوائيات , وإبراز الجهود المبذولة في تطوير العشوائيات بمنطقة مكةالمكرمة , وأوراق علمية في مجال تطوير واستخدام مؤشرات أداء تطوير المناطق العشوائية والتنمية الاجتماعية كمدخل لمشاريع الارتقاء , ودراسة نقدية لأفضل الممارسات في تطوير المناطق العشوائية , وأيضا عقد عدد من الندوات وورش العمل بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين من أجل عرض التجارب المحلية والعالمية وتبادل الخبرات وعرض جهود الجهات المختلفة في تطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة ونتائج تلك الجهود , وعرض أوراق عمل مخرجات البحوث العملية التي يجريها الكرسي , بالإضافة إلى إيجاد معايير مبنية على أسس علمية لتقييم بدائل تنمية وتطوير المناطق العشوائية . وفيما يخص المشروع الاستثماري للجامعة بمنطقة زهرة كدي قال معالي مدير جامعة أم القرى إنه يقع على مساحة إجمالية قدرها 248 ألف متر مربع وقد روعي في أعماله التصميمية الدمج بين الاتجاهات الحديثة في البناء والأصالة في النمط المعماري الخاص بمكةالمكرمة والبيئة الإسلامية , بحيث تكون مبانيه معبرة عن جوهر أصالة المنطقة والبعد التاريخي لها ، وتحمل روح المعاصرة والتطور الذي تشهده المنطقة والرؤية المستقبلية لها نحو العالم الأول , لافتاً النظر إلى أن المشروع يتكون من مجمع إداري للمكاتب والخدمات التجارية وهو عبارة عن برج مكون من خمسة وعشرين طابقا بمساحة تزيد على أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع ، ملحق به مساحات خصصت مواقف للسيارات وأخرى لخدمات المبنى , كما يضم المشروع برجاً بارتفاع ستة وعشرين طابقاً ويحتوي على شقق سكنية للاستخدام ( طويل المدى ) , والمشروع مزود بمناطق مخصصة لمواقف السيارات والحدائق، وقد روعي في تصميمه المحافظة على خصوصية السكان بجميع مرافقه إلى جانب اشتمال المشروع على مجمع للمباني السكنية مكون من ستة أبراج كل منها من أربعة وعشرين طابقاً متكررا بمساحة 900متر مربع تقريباً لكل طابق، ومبنى للشقق الفندقية (خصص للتأجير الاستثماري قصير المدى ) بارتفاع ثلاثة عشر طابقا وعلى مساحة تقدر بأكثر من ستة آلاف متر مربع , كما يتضمن المشروع ثلاثة أبراج فندقية فئة ( خمس نجوم ) بارتفاع ثمانية وعشرين طابقاً لكل منها , بالإضافة إلى ثلاثة طوابق أخرى ( أرضي وميزانين وطابق للمطاعم ) بمساحة تبلغ أكثر من ثمانمائة متر مربع ، وتحوي الأبراج الفندقية مجمعات تجارية ومراكز للتسوق تتصل بالفندق في الطابق الأرضي ومواقف للسيارات وأماكن للترفيه ومطاعم وأماكن لألعاب الأطفال، إضافة إلى مجمع لخدمات المنطقة السكنية يضم مركزاً اجتماعياً وترفيهياً لخدمة السكان على مساحة أكثر من ألف وثلاثمائة متر مربع. وأضاف أن الجزء الآخر من هذا المشروع , والذي يمثل أحدث الاتجاهات في تصميم المباني صديقة البيئة وهو الأول من نوعه في مكةالمكرمة , فيضم مبنيين للمعارض والشقق الفندقية بارتفاع ستة طوابق وعلى مساحة تقارب السبعة آلاف متر مربع لكل منهما، خصص الدور الأرضي في كل مبنى للمعارض التجارية ، أما الأدوار العلوية منهما فخصصت للشقق فالفندقية، كما يضمان ايضاً منظومة من الخدمات التجارية والإدارية والتسويقية ومواقف للسيارات ومساحات خضراء , مشيراً إلى أن المشروع يضم مجمعا للمباني السكنية يتكون من أربعة مباني بارتفاع عشرة طوابق متكررة لخدمات السكن الدائم ، ويشتمل على مرافق للخدمات ومركز ترفيهي اجتماعي في طابقين يمتدان بين المباني لتكون كتلة اتصال بصري ووظيفي بينها.