يظل الرجال المؤثرون في مسيرة الحياة لهم ذكرى خالدة تشكل لهم أفعالاً مفيدة عندما تصب أفعالهم في مصلحة الأمة ضمن المعطى الايجابي وشاعر الطائف الفذ محمد الوقداني الذي رحل عنا في أول أيام عيد هذا العام كان متميزاً حقيقة في كل شيء لذلك حزن عليه كل من التقى به وتعرف عليه من خلال شعره وإنتاجه الادبي وعمله في التربية والتعليم فهو يملك كاريزما خاصة تميزه عن غيره دمث الخلق لا يسعى مثل غيره إلى الأضواء انما الامجاد تسعى إليه لأنه جدير بكل عمل مفيد أقول هذا بحكم قربي إليه أكثر من ثلاثين عاماً زميل له في التعليم ومعجب بشعره وخصاله الحميدة وصفة الوفاء النادرة لديه..والتي ربما تعبر عنها القصيدة التالية لابنه عادل (أبو دلامه الصغير) وهذه القصيدة في مجمل أبياتها تعبر عن لوعة الفراق بين الأب والابن وهذا هو الهدف من نشر هذه القصيدة هنا رغم وجود هنات وضعف في السياق العام لقوة المعنى والجرس الموسيقي والوحدة النمطية المتعارف عليها لأن هذه القصيدة تعني أن الشاعر يملك الأدوات الشعرية وحسن الصنعة لديه وله العذر لأنه أراد التعبير عن والده فقيد الشعر وكتب هذه القصيدة التي أوردها كما هي في وقت قصير دون تنقيح ومع ذلك نجد أن جمال هذه الأبيات صدق الرثاء واستعراض سيرة الراحل الحافلة بالخير ونجد في القصيدة التالية شيئاً من الحرفة الشعرية. رثاء قلب في 2/10/1432ه لتسقي قبر من أهوى السواقي على سوء فقد تبكى المآقي ولن تبكيك عيني يا حبيبي سوى دمع ومن أثر اشتياق بكى العيد بيوم العيد عيدي وعند الموت لن يجديك واق محمد يابن ضيف الله إني فلا أقوى على ألم الفراق وخفف من هموم البعد أنا على رغم الفراق لنا تلاق وإني ذاكر يوم الوفاة أتيت إلي من ذاك الرواق تمازحنا وتقسو في وداد ملكت قلوبنا نعم اتفاق صدوق سريرة وصفاء ود هي الأخلاق أكرم بالخلاق أرى الدنيا مسجاة أمامي وقد لفت على ساق بساق أقبل خد من أهوى وادري بأن حبيبي لا يقوى عناق وما ختمت حياة الروح نقصاً وإن النقص في روحي لباق ثوت روحي بقبر الروح حباً ومن يدري لقد كاد احتراق لقد أبدلت داراً شر دار بخير الدار لا دار النفاق مع الصحب الكرام وخير صحب إلى الفردوس مع خير الرفاق بدار لا بها سمعت وتدري بها نفس مقابلة وساق لقد علمتني علماً وترقي فمن لي بعدكم علماً وراق وما الدنيا سوى يوم وليل مضراة على هذا السياق فهل مرؤ له طمع بفاني فإني طامع بالله باق وإني مفاخر بكم حياتي وقد أعرقت في فخر العراق وأذكر أسوتي خير الأنام وقد أسقيتما من نفس ساق صلاة الله من قلبي وديناً لمن يرقى إلى خير المراق