انتقل في صباح أول أيام عيد الفطر المبارك إلى جوار ربه الشاعر محمد بن ضيف الله الوقداني (1359-1432ه) وهو أحد الشعراء الذين اتّسم شعرهم بالجودة والمتانة، وله إنتاج غزير في تسجيل المناسبات والإخوانيات، ولاتّصاف الفقيد بسرعة البديهة، واللطف، والمرح في شعره، ولتوافق شعره في بعض جوانبه بشعر الشاعر الأموي المشهور بأبي دلامة. فقد كُنّي الفقيد منذ أن كان طالبًا في دار التوحيد بالطائف بأبي دلامة، وله دواوين شعرية، ودراسات، وإصدارات كان آخرها (بديوي الوقداني.. المتبني الثاني)، وعادل ابن الشاعر شاعر مثل أبيه، رثاه بهذه القصيدة.. لتسقي قبر من أهوى السواقي على سوء فقد تبكي المآق ولن تبكيك عيني يا حبيبي سوى دمع ومن أثر اشتياق بكى العيد بيوم العيد عيدي وعند الموت لن يجديك واق محمد يابن ضيف الله اني فلا أقوى على ألم الفراق وخفف من هموم البعد أنا على رغم الفراق لنا تلاق وإني ذاكر يوم الوفاة أتيت إلى من ذاك الرواق تمازحنا وتقسو في وداد ملكت قلوبنا نعم اتفاق صدوق سريرة وصفاء ود هي الأخلاق أكرم بالخلاق أرى الدنيا مسجاة أمامي وقد لفت على ساق بساق أقبّل خد مَن أهوى وأدري بأن حبيبي لا يقوى عناق وما ختمت حياة الروح نقصا وأن النقص في روحي لباقي ثوت روحي بقير الروح حبا ومَن يدري لقد كاد احتراق لقد أبدلت دار شر دار بخير الدار لا دار النفاق مع الصحب الكرام وخير صحب إلى الفردوس مع خير الرفاق بدار لا بها سمعت وتدري بها نفس مقابلة وساقي لقد علمتني علمًا وترقي فمن لي بعدكم علما وراقي وما الدنيا سوى يوم وليل مجراة على هذا السياق فهل مرؤ له طمع بفاني فاني طامع بالله باقي واني مفاخر بكم حياتي وقد اعرقت في فخر العراق وأذكر أسوتي خير الأنام ولقد اسقيتما من نفس ساقي صلاة الله من قلبي ودينا لمن يرقى إلى خير المراق