فتحت “الشيلات”، باباً واسعاً على نافذة المجتمع، وأصبحت حديث الجميع، لكن على الرغم من قبولها لدى الكثيرين، وأنها حولت عامة الناس إلى مشاهير تلاحقهم الكاميرات والحفلات، فجع “المجتمع “، قبل أسابيع، بمقتل مواطن في عسير، أُرجِع سبب الخلاف إلى شيلة في مناسبة اجتماعية، الأمر بدأ يدق ناقوس الخطر، ويحتاج إلى مراجعة لما يتم تقديمه في هذا الفن. “المواطن” غاصت في أغوار فن “الشيلات”، من خلال تحقيق صحفي يُبيّن الخيط الرفيع بين الشيلات والغناء، والعنصرية التي قد تطغى على المنشدين. في البداية، قال المنشد الدكتور فهد مطر ل”المواطن”: لا أحد ينكر وجود الموسيقى في الشيلات، مبيناً أنها موجودة، وهناك خلط لدى المجتمع بين الموسيقى والأصوات البشرية التي تصاحب الشيلات. وعلق المنشد فهد، على الحادثة التي حدثت مؤخراً وقتل فيها مواطن بمنطقة عسير، والتي كان سببها – وفقاً لما نشر في وسائل الإعلام – صوت شيلة؛ بقوله: لا يُمكن الجزم بأن سبب القتل هو تلك الشيلة، مضيفاً أن الشيلات تحتاج لتنظيم ومراقبة ومتابعة حتى يكون العمل منظماً، مؤكداً أن الشيلات لها قبول كبير لدى المجتمع، وتحتاج إلى ضبط من الجهات ذات الاختصاص، ومتابعة إصدار الشيلات حتى تخرج بشكل جميل يحفظ مكانتها بالمجتمع. وفي ذات السياق، بيّن الدكتور بندر الشراري، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام ل”المواطن”، أن الشيلات والأناشيد كلاهما في معنى واحد من حيث الأصل، فهما إنشاد لأشعار منظومة بصوت ملحن، وقد كان يعرف قديماً بالحداء، وأشار الشراري إلى أن الناس استقروا في هذا الزمن أن الأناشيد ما كان بالعربية الفصحى أو ما كان فيه شيئاً إسلامياً، والشيلات عرفت بأنها ما كان فيها مدح لقبيلة أو شخص أو فيها شيئاً من الوجد والغزل والرثاء ونحوها، بطريقة معلومة في الإلقاء. وأضاف الدكتور بندر، أن الشيلات هي في الحقيقة غناء، لأن كلاً منهما يتغنى، لكن الناس الآن جعلوا الغناء خاصة ما كان مصحوباً بموسيقى، فلا بأس بهذا التفريق لأنه لا مشاحة في الاصطلاح، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحكم على الشيلات أو ما يعرف بالأناشيد بأنها محرمة مطلقاً أو مباحة مطلقاً، بل لابد من النظر إلى اعتبارات وأوصاف إن قارنت هذه الشيلات فهي ممنوعة، كما لو كانت تدعو إلى عصبية قبلية أو مجون أو مصاحبة للموسيقى أو ما يشابه الموسيقى مما يعرف بالمؤثرات، فهذه تمنع حتى لو كانت في كلام عادي وليس شعراً. ووجّه الشراري، نصيحة للمجتمع، بعدم الإكثار من سماعها لأنها تكسب الإنسان شيئاً من الغفلة، بل يسمعها بقدر يسير، كما لو كان مسافراً أو في حفل فرح ونحوه.