بكل عقلانية وشفافية، وبشكل مباشر لا التواء فيه، لا بديل للتحالف المتوازن بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية، على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية. هذا التحالف، دون أي مُداهَنة ، يعتبر مطلب الساعة على الصعيد الدولي والإقليمي، خصوصاً فيما يختص بمنطقة غنية تحت الأرض، وملتهبة فوق الأرض، بالإشارة الصريحة لثقل موارد النفط والمعادن والزراعة، وثقل هموم الحروب والفتن المستمرة بلا توقف، في الوقت نفسه. أليس هذا هو واقع الشرق الأوسط، بوجود إيران وإسرائيل، حينما يستخدمان أجنداتهما التوسعية ضد كافة آفاق الانطلاق نحو التنمية المستدامة بكافة أقطار هذه المنطقة بالغة الحساسية؟. إذن وبكل اختصار، لا مجال للسعودية وأمريكا، سوى أن يعملان معاً كحليفين قويين ومؤثرين، لتحقيق الشراكات المنطقية التي تخدم المصالح المشتركة، بين كافة شركاء هذه المنطقة، من خلال تعاون متوازن بعيداً عن الشحن والعصبية والفتن ومهالك الاقتتال. نعلم جميعنا أن واشنطن تقرأ مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، مع كل مستجد، بالزواية التي تناسبها، لكنها في كل الأحوال، لا تستغني نهائياً عن الشراكة القوية الآمنة، في إطارها الاقتصادي بصنع حراك استثماري مستقر، وفي إطارها السياسي والأمني من خلال مقاومة شبح الإرهاب والتطرف، الذي يُهدّد بيئة ذلك الاستثمار المنشود. ولعل وضعية المملكة حالياً، خصوصاً مع إطار “رؤية 2030” وبرامجها التنفيذية الآنية واللاحقة، تشير إلى تحقيق تلك الخصوصية المتفردة، كما أنها تملك معظم مفاتيح تلك الشراكة، بما فيها حقيقة كونها مركز أسواق الطاقة على مستوى العالم أجمع. هذه هي المملكة العربية السعودية، وهي تتصاعد في تحقيق قوتها الاستراتيجية وتأثيرها الإقليمي والدولي، منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومروراً بعهود كل أبنائه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله (رحمهم الله)، وحتى عهد “الحزم والعزم” الحالي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمعاونة القيادة التنفيذية الشابة والمتجددة، بحضور ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبقية الفريق التنفيذي. * رئيس تحرير صحيفة المواطن