أثبتتْ المملكة في عهد الملك سلمان أنها رقم صعب في المعادلات الدولية وأنها مفتاح معالجة التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي في هذا الجزء من العالم. زيارة الرئيس الأميركي والقمم التي عقدت وستعقد خلالها فرصة لكسب التأييد الإقليمي والدولي للمواقف والسياسات السعودية من القضايا والأزمات التي تعصف بالمنطقة، كما أنها دللتْ على ما تتمتع به المملكة من ثقل ومكانة ودور مهم ومحوري أخرس الكثير من الأصوات التي درجت على النيل من المملكة والتشكيك في سياساتها، وأعلتْ من مكانة المملكة كأهم شريك لأميركا في الشرق الأوسط وأهمية هذه الشراكة للمصالح المشتركة من ناحية وللأمن والسلم الإقليمي والدولي من ناحية أخرى. لقاء الرئيس الأميركي بقادة الدول الإسلامية من الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا في الرياض يفتح الباب لحوار أميركي - إسلامي يؤدي إلى شراكة أوسع ويبني الثقة في إمكانية التعاون ويبدد شبح «الإسلاموفوبيا» الذي يسيطر على البعض في الغرب. الزيارة أيضاً وهذه القمم ستضع رؤية مشتركة حول سلوكيات النظام الإيراني وأنه يشكلُ مصدر تهديد جوهري للأمن العالمي مما يتوقع معه الخروج باستراتيجية للتصدي بفعالية وحزم أكبر للنظام الإيراني وأدواته في المنطقة. مكافحة الإرهاب هي البند الأول على أجندة الرئيس الأميركي في سياسته الخارجية، وهذا يتطابق مع أولويات المملكة وشركائها الإقليميين ما يبلور استراتيجية أكثر فعالية لاجتثاث الإرهاب نهائياً، وهذا مكسب مهم للمملكة ولأميركا وللعالمين الإسلامي والعربي. على الصعيد الاقتصادي، المملكة أكبر شريك تجاري لأميركا في الشرق الأوسط وتعزيز الشراكة السعودية - الأميركية -في وقت تستشرف فيه المملكة مستقبلاً اقتصادياً جديداً رسمت ملامحه ومتطلباته رؤية المملكة -2030م- يحقق مكاسبَ اقتصادية ضخمة للبلدين، فمن ناحية تتطلع المملكة لمشاركة واسعة من الشركات الأميركية والمستثمرين في قطاعات الاقتصاد السعودي الجديدة، ومن ناحية تتطلع الشركات الأميركية إلى الفرص الهائلة التي تتيحها مشروعات «الرؤية» والبيئة الاستثمارية الجاذبة. وبعد.. زيارة «ترمب» والقمم التي عقدت خلالها يمكن تلخيصها بأنها فرصة لرسم استراتيجيات جديدة للأمن والسلم الإقليمي ومحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر المهددات الأمنية وفتح صفحة جديدة في علاقات أميركا مع العالم الإسلامي لإقامة شراكة مفيدة. الملك سلمان بن عبدالعزيز وضع الأمة العربية والإسلامية في صدارة المشهد وأعاد لها مكانتها اللائقة في زمن مضطرب وملتهب، وعمل -حفظه الله- بكل ما أوتي من قوة على توحيد جهودها في مواجهة من يعبثون بالأمن القومي العربي.. ووضع حداً لكافة أشكال التدخلات من أي نوع لإضعاف الموقف العربي والإسلامي. فهد راشد العبد الكريم