يبدو أن أزمة "لهف اللقاح" من قبل برلمانيين ومسؤولين في لبنان لن تمر مرور الكرام أبداً، فبعدما أخذت القصة أبعاداً دولية، إثر دخول المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط، ساروج كومار، على خط الجدل، مهدداً بالمحاسبة، تفجّرت حملة انتقادات واسعة شارك فيها إعلاميون وفنانون مشاهير. نواب لبنان: الحكاية بدأت بعد انتشار خبر تلقي عدد من النواب في لبنان، بالإضافة إلى بعض الموظفين في البرلمان أمس الثلاثاء، لقاحاً ضد فيروس كورونا المستجد بعضهم غير مسجل على جداول التطعيم وفق الأصول، أو لا يستوفي شروط الأولوية المطلوبة، ما أثار غضباً عارماً في الأوساط اللبنانية خصوصاً أن الوباء قد أنهك كل مرافق الحياة في البلاد تقريباً، بحسب العربية. وفي تغريدة غاضبة، انتفضت الفنانة اللبنانية إليسا، متسائلة عما إذا كان نوّاب البرلمان والمسؤولون أهم من أفراد الشعب اللبناني، وطالبت بالكشف عن المسؤول عن هذه الخطوة المعيبة وكتبت: "يا عيب الشوم على هيك بلد وهيك مسؤولين.. مين يعني نواب فوق ال 75 شو هني أهم من البشر؟ ليش مجلس النواب فوق الطبيعة؟ وليش فيه أصلا موظفون عمرن فوق ال 75؟ مين بيتحمل مسؤولية ما يكون في لقاح؟ بري أو النواب أو حمد حسن؟ يا عيب الشوم". وتحت شعار: "أمي وأبي أحق"، كتب الإعلامي اللبناني نيشان: "وقاحة وفجور ودناءة نوّاب لبنان تَلَقَّحوا قبل الشّعب وخاصة كبار السّنّ! أمّي وأبي أحَقّ!". بدورها، أعادت الإعلامية اللبنانية، ديمة صادق، نشر تغريدة عن الموضوع وكتبت: "فضيحتنا عالمية". وحتى قبل أن ترد الأنباء عن نواب البرلمان، أشار نقيب الأطباء شرف أبو شرف الثلاثاء، إلى مخالفات عديدة. وقال إن أشخاصا ليسوا مسجلين وليسوا ضمن المجموعات الأكثر عرضة للخطر حصلوا على التطعيم، بينما لا يزال بعض العاملين الطبيين وكبار السن ينتظرون دورهم. ما كل هذه الضجة؟! وأمام هذه الضجة، برر عضو بالبرلمان اللبناني، طلب عدم نشر اسمه، بأن بعض النواب الحاليين والمتقاعدين إضافة إلى بعض الموظفين الإداريين تلقوا التطعيم في قاعة البرلمان. وأضاف "ما كل هذه الضجة؟ هم مسجلون"، مشيرًا إلى منصة على الإنترنت للقاحات. وأردف أن جرعات من اللقاح أُرسلت الأسبوع الماضي، أيضا لقصر بعبدا من أجل الرئيس ميشال عون ونحو 16 آخرين. كما أكد مكتب الرئيس أن عون البالغ من العمر 86 عاماً، حصل على جرعة وكذلك زوجته و10 أشخاص من فريقه، كاشفاً في بيان أن كل هؤلاء مسجلون على منصة اللقاح على الإنترنت من دون أن يوضح إن كانوا ضمن الفئات المعرضة للخطر. بدوره، أكد عبد الرحمن البزري، الطبيب الذي يرأس اللجنة الوطنية للقاح أنه لم يكن على علم بأنه سيتم إرسال جرعات إلى البرلمان. وأضاف للصحافيين "ما حصل اليوم غير مقبول"، ملوّحاً بالاستقالة. تهديد بتعليق المساعدة: وكان لبنان الذي أطلق أول حملة للتلقيح قبل حوالي 10 أيام بعد تلقي الدفعة الأولى من اللقاحات، والبالغة 28500 جرعة من بروكسل، حيث يقع مقر فايزر، إلا أن مزيدا من الجرعات وصلت لاحقا، ويتوقع أن تستمر في الأسابيع المقبلة. ووسط مراقبة البنك الدولي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عملية التلقيح لضمان التعامل الآمن، والوصول العادل إلى جميع اللبنانيين، حدث هذا الخلل، فقد مكّنت إعادة تخصيص البنك الدولي مبلغ 34 مليون دولار لبنان من تلقي أول دفعتين من نحو 60 ألف جرعة من شركة فايزر-بيونتيك هذا الشهر. وقال البنك حينها إنه سيراقب طرح اللقاح لضمان حصول العاملين في المجال الصحي وكبار السن على الجرعات الأولى، محذّراً من المحسوبية في بلد تسببت فيه عقود من الهدر الحكومي والفساد في انهيار مالي شديد. كما هدد المدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار جيها على تويتر، أنه وفي حال التأكد من المخالفة، قد يعلق البنك الدولي تمويل اللقاحات، ودعم التصدي لكوفيد-19 في جميع أنحاء لبنان. إلى ذلك، لم ترد وزارة الصحة بعد على طلب للتعقيب.