تجربة محافظة سدير في رؤية هلال شهر رمضان المبارك والعيدين لم تمر مرور الكرام وإنما أكسبها شهرة عالمية، حتى أصبحت تلك المدينة الصغيرة علامة فارقة تحول أقطار العالم المسلم إليها كل عام، حتى قامت جامعة المجمعة بإنشاء مركز خاص بالمرصد الفلكي بحوطة سدير قبل أشهر نقلها من العشوائية كما يُطلق عليه بعض الفلكيين إلى دمج الخبرة مع العلم، وكسب ثقة الجميع في رؤية الهلال. ولم يحن موعد تدشين المرصد الفلكي في سدير حتى بدأً يستقبل الزوار من أنحاء العالم، وكان آخر تلك الزيارات للرحال التركي المسلم جوركان جينك والوفد المرافق له من السفارة التركية، حيث قدم الدكتور صبري علي والأستاذ عبدالله الخضيري شرحاً للمناظير الفلكية والمجموعة الشمسية وأطوار القمر والسدم والمجرات، كما تمت زيارة القبة الفلكية حيث قام الأستاذ الدكتور مجدي يوسف بشرح كيفية حركة النجوم وتوزيع المجموعات النجمية، وبعد ذلك تم تقديم شرح عملي لمشاهدة الكواكب والمجموعات النجمية المتواجدة في سماء القبة الفلكية داخل المرصد، هذا وأبدى الزوار إعجابهم بالمرصد الفلكي مقدمين شكرهم للجميع على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة. وتتلخص أهداف إنشاء المرصد الفلكي بحوطة سدير في تعزيز البحث العلمي في مجال العلوم الفلكية من خلال أبحاث علمية مشتركة مع الجهات المحلية والإقليمية والدولية في تخصصات الفلك المختلفة، كما يعمل على رصد الظواهر الفلكية المختلفة كالخسوف والكسوف والشهب والمذنَّبات والنيازك وغيرها، ويهتم المرصدُ أيضاً بنشر الثقافة الفلكية للمجتمع، كما يقدم خدماته للجهات الحكومية والهيئات الشرعية، كذلك يقوم بتقديم الدورات الفلكية المتخصصة، ويعمل على عقد الشراكات والتفاهمات التعليمية مع الجهات الفلكية المرموقة في العالم بما يحقق أهداف المركز. يشار إلى أن الرائي أصدر كتابه الأول الذي حمل عنوان (القمر والفلك) وهي التجربة الأولى له في مجال تأليف الكتب بعدما برع واشتهر في رؤية هلال رمضان المبارك والعيد من أماكن الرصد بحوطة سدير منذ عشرات السنين بحضور لجنة تتكون من رئيس مركز حوطة سدير والقاضي وشهود عدول، حيث ينتظر المتابعون في مجال الفلك ورؤية الهلال رأي الخضيري في كثير من المعلومات من واقع تجربة ميدانية، وقد قدم له الكتاب الدكتور نزار الشيخ الذي يحمل دكتوراه في الفقه المقارن وهو مشارك في عدد من المؤتمرات الفلكية.