أكد الرائي عبدالله الخضيري، مدير مرصد جامعة المجمعة بحوطة سدير، أنه لن يتم الاستغناء عن العين أبداً في رؤية الهلال، وقال كيف يمكن أن يستغني القارئ عن عينه لمجرد وجود النظارة؟. وشبه "الخضيري" استخدام التقنية الحديثة المساعدة في رؤية الهلال، باستخدام نظارات القراءة، وقال إن مرصد جامعة المجمعة الفلكي سيشارك في رصد هلال شهر رمضان المبارك لهذا العام، مثل بقية الشهور، حيث يعد المرصد التقارير الخاصة بظروف رصد الأهلة لكل شهر، ومنها شهر رمضان المبارك. وكشف "الخضيري" سبب اختيار حوطة سدير لرؤية الهلال، قائلا: "اختيار مدينة حوطة سدير أو سدير لرصد وترائي الأهلة، يعود إلى وجود فريق علمي متخصص من أساتذة الفلك بجامعة الملك سعود قديماً، أمضوا ما يقارب من 6 أشهر، حتى اتفقوا على موقع يقع جنوب غرب مدينة حوطة سدير، وهو نفس الموقع الذي نقوم بالرصد منه حالياً، كذلك زار فريق علمي متخصص من المركز القومي الفلكي الياباني جامعة المجمعة إبان افتتاح المرصد، وأكدوا على حسن اختيار الموقع الجديد للمرصد الفلكي، كأفضل موقع للترائي". وتابع قائلاً: ما نقوم به من عمليات الرصد للأهلة، ومتابعة حركة الأجرام السماوية والمجموعات النجمية، وتسجيل بعض الملاحظات والتي يتم تدوينها، كانت من أسباب اختيار المكان، فاللجنة الرسمية الموجودة بحوطة سدير، هي إحدى اللجان الرسمية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة لرصد وترائي الأهلة"، مؤكداً أن حوطة سدير تمتاز بأرض جبلية صخرية، قلما تثيرها الرياح، وارتفاعها يتراوح ما بين 780 إلى 930 متراً عن سطح البحر، إضافة لكونها بعيدة جداً عن مناطق التلوث الصناعي والبيئي. ونفى "الخضيري" ما يتم تداوله أن "سدير" غير صالحة للترائي، نظير هبوب الرياح الدائمة المثيرة للغبار. وأكد أن "سدير" مشهود لها من جهات عليا كأفضل المدن والمناطق الصحية بالمملكة، وقد حصلت مدينة "جلاجل" إحدى مدن سدير على جائزة أفضل المدن الصحية، نظير اجتيازها لتقييم منظمة الصحة العالمية لمعايير المدن الصحية. وأكد "الخضيري"، عدم وجود اختلاف بين الفلكيين الأكاديميين المختصين بعلم الفلك، وبين المترائين، طبقاً ل "العربية نت". وأرجع الخضيري الظروف الخاصة لتعذر رؤية هلال شهر رمضان هذا العام إلى سببين، فالأول خاص بالحسابات الفلكية، حسب موقع مرصد جامعة المجمعة الفلكي، والذي يبعد مسافة 27 كم جنوب غرب مدينة حوطة سدير، وتفيد معطياته أن القمر سيتزامن ظهوره مع غروب الشمس، أو يكون له السبق إذا تم الحساب من حافة القمر. أما الثاني فيتعلق بالطقس، وتفيد المعطيات العلمية، أن السماء ستكون غير صافية ونسبة الغطاء السحابي ستصل إلى 35% وسرعة الرياح ستتراوح بين 20 إلى 25 كيلومتراً في الساعة، ودرجات الحرارة ستتراوح بين 30 إلى 33 درجة مئوية. وبين "الخضيري" أن المرصد الفلكي يقوم باستخدام ثلاثة تلسكوبات فلكية إلكترونية متخصصة، إلى جانب عدد 2 دربيل و2 من المناظير الصغيرة. وقال الخضيري: "نحن لا نلتفت لكل ما يُثار ويُكتب حول موضوع الترائي، إنما نقوم بالبحث والتطبيق والمراجعة، من خلال الرصد الميداني، والسعي لنشر الثقافة الفلكية الصحيحة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، ونحن واثقون بأن الجميع يجتهد لخدمة هذه السنة النبوية". ونفى "الخضيري" وجود ما يسمى بالمرصد الحسابي في مصر، وقال يوجد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وهو الجهة التي تقوم برصد الهلال، ولا يوجد أي فرق بيننا في مرصد جامعة المجمعة والمعهد القومي، فالجهتان تعتمدان على القواعد العلمية والفلكية الصحيحة، ونسعى ليكون هناك بروتوكول تعاون بين جامعة المجمعة، والمعهد القومي للبحوث الفلكية بمصر في المجالات الفلكية. وسرد الخضيري الحالات التي يتعذر فيها رؤية الهلال، فلا يمكن أن يُرى الهلال إذا غرب قبل الشمس، أو إذا غرب الهلال بعد الشمس بزمن معين في مكان ما، وكانت استطالته تزيد عن درجات محددة، أو إذا صادف الهلال يوم كسوف، والكسوف وهو اقتران مرئي فإذا صادف الكسوف بعد غروب الشمس فلا يمكن أن يُرى الهلال، أما إذا حدث الكسوف وانتهى قبل مغيب الشمس، فهذا يعتمد على موقع الهلال ووضعه بالنسبة للرائي. وأكد أن المترائين في السعودية في تزايد بين مختلف المناطق، ويوجد بمرصد جامعة المجمعة أكثر من 13 مترائياً متعاوناً، وقد قام المرصد بتنفيذ دورات علمية للمترائين، ليصبح مرصد المجمعة حلقة وصل بين الجامعة والمجتمع، ويعمل المرصد على تقديم جملة من الخدمات المتخصصة كإجراء الحسابات الفلكية، والتقاويم الهجرية، واتجاه القبلة، وإمساكية رمضان وغيرها الكثير.