أظهرت دراسة صينية أن المرضى الذين تسجل لديهم معدلات مرتفعة من السكر في الدم يواجهون خطر مضاعفاتٍ بالوفاة جراء كورونا إذ استند معدو الدراسة إلى بحوث سابقة أجريت على مرضى السكري. ضعف الجهاز المناعي وتعليقًا على هذه الدراسة يقول استشاري الغدد والسكري الدكتور عبدالرحيم علي ل"المواطن"، بشكل عام يضعف الجهاز المناعي عند وجود أمراض مزمنة ومنها داء السكري، ويعتمد تطور الحالات ووصولها إلى الوفاة – لا سمح الله- على مستوى وجود المضاعفات، ومريض السكري بلا شك يواجه مشاكل عديدة في حال وجود ضعف شديد في جهازه المناعي. وأكد أن الإشكالية الحقيقية التي يواجهها الأطباء هي قوة فيروس كورونا في تعامله مع البشر، ونلمس المفارقات والاختلافات أيضًا في تعامل هذا الفيروس مع مرضى الأمراض المزمنة، فنجد أن البعض منهم يدخل في مضاعفات ومراحل متقدمة من المرض، بينما البعض الآخر تتحسن حالته رغم كون كليهما أصيبا بالفيروس، وهذا يفسر أن الفيروس يحمل خصائص قوية ومختلفة ويختلف تعامله أيضًا مع الجهاز المناعي للمرضى. تفاصيل الدراسة الصينية هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها علماء أن المرضى الذين يسجلون معدلات عالية من السكر في الدم من دون تشخيص إصابتهم بالسكري، يواجهون خطرًا أكبر بالموت من كورونا. وحلل الباحثون معدلات الوفيات ل605 مرضى بكوفيد-19 في مستشفيين في مدينة ووهان الصينية، وكتب هؤلاء أن معدلات السكر المرتفعة في الدم "مرتبطة" بمعزل عن كل العوامل الأخرى بازدياد خطر الوفاة والمضاعفات جراء كوفيد-19. وفي فرنسا، قضى مريض من كل عشرة مصابين بكوفيد-19 يعانون أيضًا من السكري، وهي نسبة أعلى من تلك المسجلة لدى المصابين بالفيروس من غير مرضى السكري، وفق ما أظهرت دراسة نشرتها المجلة عينها في مايو. رصد مستويات السكر ودعا معدو الدراسة المستشفيات إلى إجراء فحوص لجميع مرضى كوفيد-19 لمعرفة مستويات السكر لديهم، خلافًا للتوصيات بحصر ذلك بالمرضى المثبتة إصابتهم بالسكري، غير أن باحثين غير مشاركين في الدراسة حذروا من حدود هذه الدراسة. وقال أستاذ علوم الأيض في جامعة غلاسكو نافيد ستار "إنه تقرير جيد لكنه يتماشى تمامًا مع التوقعات". وأضاف: "ما لا يمكن للباحثين تأكيده هو ما إذا كان الاستهداف المتفاوت لمستويات السكر في الدم لدى المرضى يقود إلى فروق في النتائج".