منذ طفولتي تعودت على الحرمان من أشياء كثيرة بحكم ضعف أحوالنا المعيشية، وكبرنا وتغيّر الحال وتحسنت الأمور، لكن ما زلتُ تلك المتواضعة التي ترضى بأي شيء لم تتعدَّ أحلامي سوى أن أنام مرتاحة البال، لكن لا يعني ذلك أن يكرمك الله وتحرم نفسك. تزوجت رجلًا صاحب دين وجاه، عندما رأى تواضعي وأني إنسانة لا أطلب المستحيل أو أثقله كما تثقل بعض النساء ظهر الرجل، بدأ يتجاهل حقوقي عليه، وبما أني الزوجة الثانية التي رضيت بما قسمه الله لها والمنفية من مجتمعه، بدأ يخطط لمستقبل عائلته الأخرى ويُؤَمِّن لهم مستقبلهم، متجاهلًا أبنائي الذين هم من صلبه. عرفت بعدها أن الرجل يعشق المرأة التي تطلب وتنكد عليه، ولعله يعشق النكدية.. هذه حقيقة لا يريد الرجل الاعتراف بها، لكن لا يعلم أنه غدر بعقد الحياة الذي بيننا، وغدر بشبابي الذي وهبته له وله فقط، لعلي لم أستطع وصف الغدر ولا حتى وصف طعمه.