قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن رغبة الرئيس دونالد ترامب في منع استخدام النظام السوري بقيادة بشار الأسد لأسلحته الكيميائية ضد شعبه، أثارت تكهنات بإمكانية إعطائه الإذن للجيش الأميركي لبدء هجومه على المواقع الحساسة في سوريا. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن ضربة ترامب المحتملة ستكون مغايرة عن أي تدخل عسكري أميركي على مدار السنوات السبع الماضية، خاصة وأنها تستهدف بشكل رئيسي مفاصل النظام الحاكم في سوريا، والذي يرفض الانصياع إلى رغبات شعبه بترك السلطة منذ عام 2011. وأوضحت واشنطن بوست، أن الضربة العسكرية الأميركية ربما تشمل طائرات خفية وضربات موجهة في مواقع متعددة، وهو ما سيُلحق ضرراً مباشراً بالمرافق العسكرية والبنية التحتية الاقتصادية التي تمثل أحد العوامل الحيوية لقدرة بشار الأسد على استعادة قبضته على سوريا بعد سبع سنوات من الحرب الطاحنة. ووصفت الصحيفة هذا الخيار بالأنسب للرئيس الأميركي، خاصة وأن هجومًا أوسع سيواجه مخاطر فورية وأطول أجلاً، بما في ذلك احتمال تصعيد خطير مع روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، في بلد استخدمته موسكو كقاعدة اختبار لبعض أسلحتها الأكثر تطورًا. وأكد الرئيس الأميركي أنه لم يحدد بعد موعد الهجوم على سوريا، وذلك بعد استخدام نظام الأسد لأسلحة كيميائية ضد شعبه. وأوضح ترامب عبر حسابه على موقع تويتر: “لم أذكر متى سيتم الهجوم على سوريا، قد يكون قريبًا جدًا أو ليس قريبًا.. في كل الحالات، الولاياتالمتحدة تحت قيادتي قامت بعمل عظيم في طرد داعش من الإرهاب، فأين شكرًا لكِ أميركا؟” وجاء ذلك بعدما أفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألغى زيارة إلى أميركا اللاتينية لإدارة الملف السوري، وإعلان ترامب أن الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات بشار الأسد في مدينة دوما، ستتم مقابلته بالقوة. وقد امتنع المسؤولون العسكريون عن التعليق على طريقة أو توقيت الضربة المحتملة على سوريا، حتى عندما نشر ترامب نواياه لاتخاذ إجراء رداً على هجوم كيميائي قُتل فيه ما لا يقل عن 45 شخصًا خارج دمشق هذا الشهر. استخدام نظام الأسد للذخائر الكيماوية ضد المدنيين دفع الرئيس إلى تنحية مخاوفه بشأن التورط في النزاع، تماماً كما حدث في هجوم غاز السارين قبل عام؛ ما دفع ترامب إلى إصدار أمر بإطلاق صاروخ كروز على مطار معزول مرتبط بالمدفعية. وتلوح في أفق التخطيط العسكري أسئلةٌ حول مدى فاعلية الضربة العقابية – بغض النظر عن مدى اتساعها – في ردع الأسد عن استئناف الهجمات الكيماوية، وهو الأمر الذي من المؤكد أن ترامب سيسعى لتفاديه في هذه الضربة التأديبية المحتملة ضد الأسد.