الضربة الأمريكية، الموجّهة أمس ضد قاعدة عسكرية سورية، بداية لمرحلة جديدة في المشهد السوري تستعيد فيها واشنطن دورها الذي انحسر خلال السنوات الأخيرة. دونالد ترامب، بقراره توجيه الضربة، استعاد دور بلاده في المشهد السوري، وطوى صفحة نهج أوباما الذي لطالما انتُقِدَ على عدم ردعه بشار الأسد عن الإجرام بحق السوريين. اختلفت التحليلات، عالمياً، بشأن الضربة، وما إذا كانت عقابية تحجيمية أم أنها نقطة بداية لتعامل أمريكي جديد مع الملف. وسواءً كانت ضربة «مفرَدة» أو مقدّمة لسلسلة ضربات؛ فإنها فعلياً أسست لمرحلة جديدة يدعمها العالم وهدفها ألا يكرر الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية وألا تتكرر مشاهد القتل الجماعي للسوريين على أيدي قواته وداعميها. ويقول الرئيس الفرنسي إن الضربة يجب أن تتوسع لتشهد مشاركة على المستوى الدولي وأن تكون هناك مبادرة لتحريك عملية الانتقال السياسي في سوريا. الضربة، التي تعد الهجوم الأمريكي المباشر الأول ضد النظام السوري، تبعث برسائل إلى روسيا وإيران، بعدما ثبت للعالم بأسره أن الأسد لم يتخلص من مخزونه «الكيماوي» ولم يلتزم بوقف إطلاق النار ولم ينخرط جدياً في العملية السياسية. دول عديدة، عربية وغربية، أيدت أمس العملية الأمريكية ضد أهداف عسكرية في سوريا. الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني، أكد أن دول المجلس تأمل أن تشكّل الضربة رادعاً لنظام بشار الأسد، لوقف اعتداءاته الهمجية وانتهاكاته المستمرة للقوانين الدولية. مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عبر عن تأييد المملكة الكامل للعمليات الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا. وقال، في تصريحٍ له، إن العمليات جاءت رداً على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيمائية ضد المدنيين الأبرياء ما أودى بحياة العشرات منهم بينهم أطفال ونساء، في استمرارٍ للجرائم البشعة التي يرتكبها النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق. المجتمع الدولي، في أغلبه، داعم لإنهاء معاناة السوريين. والضربة الأمريكية ترسم خطوطاً جديدة ميدانياً وسياسياً.