هجوم قوات النظام السوري بالأسلحة الكيماوية على بلدة دوما، التي يسيطر عليها جيش الإسلام، الفصيل المسلح المعارض للاسد، ادى الى تهديد مباشر من قبل رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب، بالتدخل قائلا: ان صواريخنا قادمة، ووصف في تغريدة له بشار ب«حيوان يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك». والملاحظ هو ان اكثر انواع الاسلحة الكيماوية استخداما في الحرب السورية، هو غاز «السارين»، الذي لا طعم له او رائحة، لكنه يؤدي للموت فورا وبسرعة من خلال الاختناق. وقد تم حظر هذا الغاز، الذي طورته المانيا النازية لأول مرة، بموجب قانون دولي في 1997. وقالت صحيفة «الواشنطن بوست» في تحليل بقلم آدم تايلور: ان نظام الأسد وحلفاءه الروس قد نفوا استخدام الاسلحة الكيماوية في بلدة دوما، التي ادت لمقتل 43 شخصا حسبما افادت التقارير؛ لكن هذا النفي قد لا يجد اذانا صاغية. وكان الرئيس ترامب قد اعلن في السابق أن استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا خط احمر بالنسبة له، وفي العام الماضي وبعد استخدام السلاح الكيماوي في بلدة خان شيخون في الشمال الغربي وقتل اثره 90 شخصا، أمر ترامب بشن ضربات صاروخية على مطار الشعيرات العسكري، وهي المرة الاولى التي تضرب فيها الولاياتالمتحدة قوات بشار الاسد منذ اندلاع الصراع في سوريا. وتقول الصحيفة: ان استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا كان ضبابيا منذ فترة طويلة، وتتساءل: ما هي الاسلحة الكيماوية التي تم استخدامها في الحرب السورية؟. وتضيف الصحيفة: ان برنامج النظام للاسلحة الكيماوية بدأ مبكرا في 1970، ويعتقد انه يمتلك اكبر مخزون كيماوي في العالم، ويشمل غازات الاعصاب مثل «vx» و«الخردل»، بالإضافة ل«السارين»، الذي يرجح أنه المستخدم في دوما ايضا، وهو معروف بأنه يؤدي للوفاة اختناقا وبسرعة. ويعتقد ان النظام قد استخدم السارين في عدة مناسبات، بما في ذلك هجوم خان شيخون عام 2017 وكذلك هجمات في 2013 على احدى ضواحي دمشق واسفرت عن مقتل 1429 شخصا حسب تقديرات البيت الابيض. واستخدم غاز الكلور ايضا في الحرب السورية مرات عديدة، وللكلور استخدامات صناعية ايضا، ولا يعتبر دائما سلاحا كيماويا، ولكن اذا استنشق فإنه يتحول الى حمض الهيدروكلوريك، ويمكنه ان يغرق الشخص المصاب بتراكم السوائل، وهو اقل فتكا من غاز السارين، لكن بإمكانه القضاء أيضا على الإنسان. ويتساءل المحرر هنا: كيف ستتعامل الولاياتالمتحدة مع هجمات الغازات الكيماوية في سوريا؟ ويقول آدم تايلور: في 2012 اقترح الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، تدخل الولاياتالمتحدة إذا ثبت استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا، وهدد في العام التالي بعد ان اشتبه في استخدام السارين بضربات عقابية ضد سوريا لكنه تراجع ورفض الكونجرس. وقالت الصحيفة على لسان تايلور: توصلت موسكو الى اتفاق في مجلس الامن الدولي ووافق النظام بموجبه على تدمير مخزونه من الاسلحة الكيماوية، وانضم الاسد لاتفاقية حظرها في 14 سبتمبر 2013، وقالت المنظمة: انها ازالت اخر اسلحة بشار في يونيو 2014. وبعد هجوم خان شيخون، قال ترامب: هذا يتجاوز الخطوط الحمراء؛ لتطلق بلاده 59 صاروخا على مطار الشعيرات العسكري. وقال الصحفي الاستقصائي توبياس شنايدر الذي يتتبع هجمات الكلور لصحيفة «واشنطن بوست» في يناير الماضي: ان الحظر المفروض على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا لم يكن يشمل الكلور الذي يمكن انتاجه بسهولة اكبر. ويقول شهود: ان التفجيرات في دوما خلفت رائحة قوية خلال الهجوم، واثاره تبدو اقوى من الهجمات السابقة. وقال احد العاملين في المجال الطبي ويدعى محمد مرحم لصحيفة «ذا بوست»: رأيت اعراضا لم يسبق لي ان رأيتها من قبل، مثل الوخز والرغوة في الفم وزوغان العين غير الطبيعي، مضيفا: نعتقد ان الغاز المستخدم هو الكلور ونوع اخر من الغاز، فيما قال خبراء خارجيون: ان سرعة موت الضحايا تشير الى استخدام غاز الاعصاب «السارين»، لان الكلور يستغرق وقتا اطول.