أكد عدد من الدبلوماسيين الأميركيين، أن إيران باتت التهديد الأول والعدو الرئيس للولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه بعد هزيمة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها داعش، لم يتبق للولايات المتحدة سوى إنهاء الخطر والتهديد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في الوقت الذي تسعى فيه طهران إلى إيجاد حلول جذرية تضمن أمن حلفائها في المنطقة. وأبرزت صحيفة “واشنطن فري بيكون” الأميركية، رأي ستيوارت جونز، السفير الأميركي السابق في الأردنوالعراق خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما، “مع إنهاء تهديد داعش، أصبح التدخل الإيراني الخبيث الآن التحدي الأمني الرئيسي الذي يواجه المنطقة”، مضيفًا أن “نشاطات إيران تهدد أمن حلفائنا، مثل الأردن ودول الخليج”. وقال ستيوارت خلال تصريحاته أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، يوم الخميس، إن “التدخل الإيراني في العراق وصل الآن إلى أعلى مستوياته مما يشكل تحديًا لاستقرار حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي”. وأكدت الصحيفة الأميركية، أنه “على الرغم من الانتقادات الشديدة من قبل إدارة ترامب، أصدر العبادي أمراً في العام الماضي بإدماج الحشد الشعبي المدعوم من إيران في قوات الأمن العراقية لمحاربة داعش، وفي الآونة الأخيرة للحد من الأراضي الكردية. وحصلت طهران على فوز آخر الشهر الماضي عندما سمحت اللجنة الانتخابية العراقية لحزبين سياسيين إيرانيين بالترشح للانتخابات البرلمانية في مايو”. ومن جانبه، قال السيناتور جيمس إينهوف، وهو عضو بارز في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن “سحب إدارة أوباما للقوات الأميركية من العراق في عام 2011 “فتح الباب” أمام إيران لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في البلاد". وأكد ريان كروكر، الدبلوماسي المتقاعد الذي عمل سفيرًا لدى ست دول في الشرق الأوسط، أن “إدارة ترامب يجب أن تؤكد من جديد القيادة الأميركية في المنطقة لضمان أن الولاياتالمتحدة لديها يد في تشكيل التحول القادم لما بعد الحرب”، مضيفًا أن “الشرق الأوسط تمر بمرحلة تحول الآن، غير أن تهديد تنظيم داعش لم يعد في طليعة أولويات الولاياتالمتحدة”. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن استراتيجية الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب ستستجيب لهذا الواقع الجديد من خلال السعي إلى توسيع النفوذ الأميركي في الخارج. ومن المقرر أن يبرز المخطط الحاجة إلى توسيع الجهود العالمية لتعزيز السلام ومواجهة الخصوم مثل روسياوإيران". ولمس السفير السابق لدى تركيا، إريك إيدلمان، نقاطاً مغايرة، حيث أكد أن “إدارة ترامب تحتاج إلى تطوير استراتيجية تعترف بالتهديدات الأساسية المتشابكة “للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط – أولا هي ” سعي إيران للهيمنة الإقليمية “والثاني” استمرار التطرف والإرهاب حتى بعد زوال داعش في العراق وسوريا”. وأضاف إيدلمان: "أن عدم اعتراف إدارتي ترامب وأوباما في الاعتراف بالعلاقة بين إيران والتهديد الجهادي زاد من الفوضى في سوريا”، لافتًا إلى أن “نظام الأسد يحاول استعادة البلاد بكاملها بمساعدة كبيرة من روسياوإيران وحزب الله والميليشيات الشيعية الأجنبية التي ترعاها طهران”.