أن تكون صاحب رأي في دولة مختطفة، تلك جريمة، أما أن تكون صاحب رأي في الحج، وإدارته الناجحة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فأنت عدو وخائن، أو هكذا يسعى تنظيم الحمدين، لإهانة قبيلة آل مرة، وتشويه صورتها، إذ يواجه الحاج القطري، حمد عبدالهادي الضباب الكحلة المري، مصيرًا مجهولاً منذ عودته من أداء مناسك الركن الأعظم في الإسلام. عائلة حمد المري تكشف تفاصيل الاعتداء: وأكّد شقيق المجني عليه، جابر آل كحلة المري أنَّ “أمن الدولة القطري، أجبر الحاج القطري حمد المري، بعد عودته لقطر، على تصوير مشهد تمثيلي، بغية إهانة قبيلة آل مرة”، مبيّنًا أنَّه لا يعلم عن شقيقه أي شيء، منذ اعتقاله بسبب ذهابه إلى الحج، من طرف الداخلية القطرية. وأوضح جابر المري أنّه “يجب على حكومة قطر إطلاق سراح شقيقي حمد المري”، مشدّدًا على أنَّ “الحج، والثناء على خدمة السعودية واستضافة حجاج قطر، ليست جريمة يعاقب عليها القانون”. ومن جانبه، كشف ابن شقيقة المعتدى عليه، أنَّ خاله تعرّض للاستجواب، في أمن الدولة، بعد عودته من الحج، بسبب ثنائه على الخدمات المقدّمة لضيوف الرحمن”، مؤكّدًا أنَّه “تم إجبار حمد المري على التمثيل”. المغرّدون يفزعون للحاج حمد المري ويكشفون ألاعيب بشارة: وأكّد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رصدت “المواطن” ردود فعلهم، عبر وسم “الاعتداء علي حاج قطري”، أنَّ “حمد المري أشاد بجهود السعودية فكان جزاؤه الخطف والاعتقال وتمثيل دور لا يليق سوى بخلايا عزمي”. وشدّد المغرّدون على أنَّ “ما حدث للحاج حمد المري لا يعدو تمثيلية استخباراتية لحكومة قطر، بغية ترهيب آل مرة وشعب قطر الشرفاء من التحرك ضد النظام، ولتلبيس التهمة للسعودية”. وعبر وسم “عزمي ينتقم من حجاج قطر”، رأى النشطاء أنَّ “المصيبة ليست في التزوير، بل في الإهانة لمواطنين قطريين، والجرأة على من أدى شعائر الله”.
وأضافوا “مصيبة أن يهان ابن الأرض (المري)، العائد من بيت الله الحرام حاجًا، على يد مرتزق (إسرائيلي)”، معتبرين أنَّ “الواقعة تؤكّد أنَّ “عزمي بشارة هو قائد الحكومة القطرية، ومرة أخرى يخرج برسالة فاجرة، لا يقوم بها إلا شخص فاجر متصهين مثله”. فشلت في تسييس الحج فلجأت لمحاربة مواطنيها .. قطر تأكل نفسها: وكانت الدوحة، قد حاولت اللجوء إلى الأممالمتحدة، ومؤسساتها المختلفة، سعيًا وراء استخدام الحج ذريعة لمجابهة المقاطعة التي فرضت عليها، إثر إثبات تورّطها في دعم الإرهاب، إلا أنّها فشلت في تحقيق ذلك، ما دفع الدوحة إلى الترويج على أنَّ المملكة تضيّق على حجاج قطر، وتمنع صرف الريال القطري. واستجاب خادم الحرمين الشريفين، لوساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي بات يلقّب بوسيط الخير، إذ تكفّل بنقل الحجاج القطريين إلى المشاعر المقدسة، ومصاريف حجّهم كافة على نفقته الخاصة، فضلاً عن تخصيص رحلات جويّة من داخل الدوحة، ومن الدمام والأحساء، لمن عبر منفذ سلوى الحدودي بين البلدين. إلا أنَّ تنظيم الحمدين أبى واستكبر أمام هذا السخاء السلماني المعهود، ورفض هبوط طائرات الخطوط السعودية في الدوحة، مانعًا حجاج قطر من السفر لأداء مناسكهم. إمعان في الغي: يذكر أنَّ الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، قاطعت الدوحة في الخامس من حزيران/يونيو الماضي، إثر إثبات تورّط قطر، في تمويل ودعم الإرهاب والتحريض عليه. وفرض الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، 13 شرطًا لإنهاء المقاطعة، إلا أنَّ تنظم الحمدين، رفض العودة إلى جادة الصواب، وارتمى في أحضان نظام الملالي في طهران، كما استدعى المرتزقة للدفاع عن قصره وحكمه، عوضًا عن اختيار حاضنته العربية، وعمقه الاستراتيجي، في خطوة لا تصدر إلا من مراهق واهم، لا يفقه في السياسة شيئًا.