أول سؤال يتبادر الى ذهني عند مشاهدة مسئول سيىء هو « من أوصله الى هذا المكان ؟! « . الإجابة بالطبع معروفة فخلف وصول أي مسئول سيىء قصة أكثر منه سوءاً . لكن وجود أعداد من هذه النوعيات ( السيئة ) ينبئ ولاشك عن وجود ثغرات في لوائح وآليات اختيار القيادات، نفذت منها هذه القيادات ، مما يستدعي المزيد من المراجعة والضبط والتصحيح . مشكلة المسئول السيىء لاتقف عند حدود فشله وقصور أدائه فقط ، الكارثة الأكبر تكمن في محاربته لكل الكفاءات المحيطة به خوفاً من انكشاف ضعفه ، و فقدان منصبه.. فضلاً عن تدميره المؤكد لبيئة العمل ، وإفساد مناخها ، وقتل كل طموحات موظفيها ! هبوط مستوى الأداء في بعض إداراتنا الحكومية ، وتذمر المواطنين من خدماتها ومن أداء وسلوكيات بعض قياداتها يستوجب منا الاعتراف بوجود أزمة ادارة فيها ، وهو ما يسمى في أدبيات الادارة (Lack of management ) ، وهذا الضعف ناجم كما قلنا عن عدم نزاهة اختيار قياداتها .. خذ مثلاً الخلل المزمن في التعليم .. وهو خلل يعرف معظم المهتمين بالتعليم أن سببه الأكبر هو وجود قصور اداري وعلمي كبير ، ونقص فكري وثقافي ملحوظ عند بعض قيادات ادارات تعليم المناطق ، التي قفزت بفضل ( سستة ) الواسطة الى قيادة قطاعات تعليمية مهمة رغم عدم امتلاكها لا للخبرة ولا للمؤهل ، ولا حتى للشخصية التي تمكنها من أداء فروض هذا العمل النوعي الهام والمؤثر ، مما شكل فشلاً واضحا في مخرجات التعليم ( يشكل مادة دسمة لأحاديث مجالس الرجال والنساء ) ووضع مزيداً من الأحمال على ظهر المؤسسة التعليمية التي أحسبها أكثر قطاعاتنا الحكومية ابتلاء بهذا المرض العضال ! المشكلة الأكبر في منظومات ( مخرجات الواسطة) تتمثل في سريتها ، وحفرها لخنادق وأنفاق وممرات مظلمة وطويلة من أجل التكاثر ، فالمسؤول السيئ يختار من هو أكثر منه سوءاً وبطرائق ملتوية ليضمن ولاءه ، وكذلك يفعل الموظف الجديد ، فتكون النتيجة سلسلة طويلة جداً من (مخرجات سُست الواسطة ) العاجزة والقاصرة والفاشلة ، والتي يكون معها الوطن هو الخاسر الأكبر طبعاً ! مشكلتنا ليست في عدم وجود الكفاءات ، بل في آلية وأسس اختيارها . [email protected]