اعتبر وزير الخارجية عادل الجبير فى مؤتمر صحفى عقده مع نظيره البريطانى فيليب هاموند امس ان بعض الاجراءات التي طلبتها ايران خلال موسم الحج «غير مقبول»، واضاف ان ايران «كانت تطالب بحق اجراء شبه مظاهرات وكانت تطالب بأن يكون لها مزايا تخرج عن اطار التنظيم العادي»، معتبرا ان هذه الخطوات كانت «ستخلق فوضى خلال فترة الحج، وهذا امر غير مقبول» وقال «اذا كانت ايران نيتها من البداية المراوغة وايجاد حجج لعدم تمكين مواطنيها من اداء فريضة الحج فهذا امر سلبي جدا. اذا كان الموضوع يتعلق بإجراءات وتنظيمات فنعتقد اننا قمنا بالواجب واكثر لتلبية هذه الاحتياجات ونكرر موقف المملكة بضرورة «الا يكون هناك اي تسييس للحج»، وان الرياض «لا تمنع احدا من اداء هذه الفريضة». وبين أنه اتفق مع نظيره البريطاني فيليب هاموند على ضرورة وقف إيران تدخلاتها في شؤون المنطقة، مؤكدا أن إيران هي من عزلت نفسها بنفسها من خلال دعم الإرهاب ودعم الميليشيات في سورياوالعراق وعليها تغيير سياساتها. وقال الجبير في المؤتمر عن المواقف الايرانية، «كل سنة يتم التفاهم والتشاور مع الدول ويتم توقيع مذكرات تفاهم بهذا الشأن لضمان امن وسلامة حجاج بيت الله الحرام».واضاف «ايران رفضت ان توقع هذه المذكرة، وكانت تطالب بحق اجراء شبه مظاهرات وكانت تطالب بأن يكون لها مزايا تخرج عن اطار التنظيم العادي»، ما كان سيتسبب ب «فوضى خلال فترة الحج، وهذا امر غير مقبول». وشدد: على ان المملكة قدمت تسهيلات عدة. وقال «طلبوا ان تمنح التأشيرات من ايران وليس من خارج ايران حلينا الموضوع عبر منح تأشيرات للايرانيين عبر الانترنت. وكانوا يطالبون بأن يتم نقل نصف الحجاج الايرانيين عبر ناقل ايراني، وافقت المملكة». واضاف: ايران طالبت بأن يكون لها «تمثيل في جدة عن طريق السفارة السويسرية للتعامل مع اي ظروف تحصل للحجاج الإيرانيين»، وان المملكة وافقت على ذلك رغم قطع العلاقات «من حرصنا على ان يستطيع كل مسلم بما فيهم كل ايراني، ان يأتي للمملكة لفريضة الحج». واضاف ان الايرانيين «رفضوا ان يوقعوا مذكرة التفاهم ورجعوا لبلادهم». وقال الجبير «اذا كانت ايران نيتها من البداية المراوغة وايجاد حجج لعدم تمكين مواطنيها من اداء فريضة الحج فهذا امر سلبي جدا. اذا كان الموضوع يتعلق بإجراءات وتنظيمات فنعتقد اننا قمنا بالواجب واكثر لتلبية هذه الاحتياجات وان الايرانيين هم الذين رفضوا». وكرر موقف المملكة بضرورة «الا يكون هناك اي تسييس للحج»، وان الرياض «لا تمنع احدا من اداء هذه الفريضة». على صعيد متصل طالب الجبير ايران بأن «تكف يدها» عن العراق حيث تدعم فصائل شيعية مسلحة في القتال ضد تنظيم داعش معتبرا ان «سياساتها الطائفية» هي جزء من المشاكل فيه. واشار الى ان «اذا (كانت) ايران تريد السكينة والاستقرار للعراق، فعليها ان تكف يدها من العراق وتنسحب»، واضاف «المشكلة في العراق التي ادت الى الفرقة والانقسام في العراق هي السياسات الطائفية التي اتت بسبب سياسات ايران داخل العراق». ورأى ان «تواجد ايران في العراق بأي شكل كان غير مقبول. وارسال ميليشيات شيعية الى العراق اوتدريبها لتلعب دورا طائفيا في العراق امر غير مقبول»، معتبرا ان «المشكلة في العراق التي ادت الى الانقسام والتفرقة هي السياسات الطائفية التي اتت بسبب سياسات ايران». وفى سياق متصل قال الجبير إن دول التعاون الخليجي من أكبر المستثمرين في بريطانيا، مشيرا إلى أن دول التعاون تشتري معداتها الدفاعية من بريطانيا.وأكد أنه تم مناقشة إحياء قضية السلام الفلسطينية. لافتا إلى تطابق وجهات النظر بين دول التعاون وبريطانيا في ملفات عدة أهمها الملف السوري واليمني والعراقي والليبي. وأوضح أنه تم بحث آخر المستجدات في القضية اليمنية وما تقوم به دولة الكويت في حل الأزمة اليمنية، وإعادة البناء في اليمن والتي ترغب بريطانيا أن تكون شريكا لدول التعاون فيه. من جانبه قال فيليب هاموند إن دول مجلس التعاون وبريطانيا لديهم رؤية للتأكيد على ازدهار شعوب المنطقة، مؤكدا أن الرؤى متطابقة في العديد من الملفات الإقليمية. وشدد على أن بريطانيا لن تغض الطرف عن تجاوزات إيران وتجاربها الصاروخية. وأكد على دعم بلاده لبرنامج التحول الاقتصادي في السعودية. وأعرب هاموند عن فخره بالعلاقات التاريخية التي تمتد لمئات السنين مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقال «نحن فخورون بالأعمال المشتركة وننتظر مزيدا من التعاون في جميع المجالات التي تخدم أوطاننا»، متطلعا أن تمتد الشراكة المتميزة لمواجهة التحديات التي تمر بها دول المنطقة في جميع المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية. وكان وزير الخارجية الجبير قد ترأس اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع نظيرهم البريطاني فيليب هاموند. وفي بداية الاجتماع المشترك أكد الجبير أن دول مجلس التعاون ترتبط بعلاقات عميقة مع بريطانيا تمتد جذورها أكثر من مئة عام، مشيراً إلى أن التعاون بين دول المجلس وبريطانيا قائم وبناء في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، والمجالات التعليمية والطبية. وأضاف»: إن اجتماع اليوم «امس»، يأتي تعزيزاً للعلاقات التاريخية بين المملكة المتحدة، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والعلمية والتعليمية، متطلعا إلى اجتماعات مثمرة وبناءة لمصلحة شعوبنا».