علمت «المدينة» من مصادر رفيعة في الرئاسة اليمنية بعدن، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور سيترأس اليوم الثلاثاء اجتماعًا بمقر إقامته بعدن لنحو 15 وزيرًا ونواب وزراء في حكومة خالد محفوظ بحاح المفروض عليه وعدد من الوزراء الإقامة الجبرية من قبل جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء. فيما شهدت مدن جنوب اليمن عصيانًا مدنيًا واسعًا، في الوقت الذي حاول مسلحو تنظيم القاعدة السيطرة على إحدى بلدات محافظة أبين لساعات وشهدت مدن وسط اليمن محافظتي (مأرب والبيضاء)، اشتباكات عنيفة بين القبائل ومسلحين تابعين لجماعة الحوثي، سقط على إثرها العشرات من المسلحين الحوثيين بين قتيل وجريح. وأكدت مصادر في الرئاسة اليمنية ل «المدينة» أن الاجتماع الذي سيعقده الرئيس هادي اليوم الثلاثاء، بحكومة بحاح سيناقش ترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وموافقته على استضافت المملكة لحوار القوى السياسية اليمنية واستكمال خطوات تنفيذ التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية. وأضافت المصادر: أن الاجتماع سيحضره 15 هم وزراء الصحة والمياه والإدارة المحلية والعدل ووزير النقل والاتصالات والنفط والإعلام والأشغال والشؤون الاجتماعية والأوقاف وحقوق الإنسان ووزير الشؤون القانونية ووزير الثروة السمكية ووزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وخمسة نواب وزراء بينهم نائبا وزيري المالية والداخلية. ويعد اجتماع الرئيس هادي بحكومة بحاح هو الأول منذ أن قدم الرئيس هادي وحكومة بحاح استقالتهما في ال21 من يناير الماضي، عقب سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على دار الرئاسة وأخضعت الرئيس هادي ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء تحت الإقامة الجبرية. وأشارت المصادر إلى أن اجتماع هادي بالحكومة اليوم في عدن الذي سيحضره وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي سيناقش الترتيبات لنقل الحوار السياسي اليمني إلى العاصمة السعودية الرياض. إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية مقربة من وزير الدفاع اليمني في حكومة بحاح المستقيلة، اللواء محمود الصبيحي، أن الأخير سلم الرئيس هادي -عقب تمكنه الإفلات من حصار ومراقبة جماعة الحوثيين في صنعاء ووصوله إلى مسقط رأسه في منطقة الصبيحة بمحافظة لجح، جنوب البلاد- وثائق سرية خطيرة، تتضمن مخططات جماعة الحوثي العسكرية، وتفصيلًا وافيًا لمجموعاتها القتالية وقدراتها العسكرية. وحسب المصادر فإن الوثائق التي يحملها اللواء الصبيحي للرئيس هادي تتضمن كشوفات بأسماء المتعاونين مع جماعة الحوثي، وكتائب الدعم، التي تتكون من 40 كتيبة، تساند الحوثيين. وفي سياق متصل، قال مصدر أمني في محافظة أبين، جنوب اليمن ل «المدينة»: إن اللجان الشعبية استعادت أمس مركز مديرية «المحفد» التابعة لمحافظة أبين جنوب اليمن، محافظة مسقط رأس الرئيس هادي، بعد ساعات من سيطرت مسلحي القاعدة عليها. وأكد المصدر، الذي فضل الكشف عن اسمه، أن مقاتلي اللجان الشعبية الموالين للرئيس هادي توافدوا إلى محيط عاصمة مديرية المحفد وفرضوا طوق حصار على مسلحي القاعدة الذين كانوا قد سيطروا على المدينة في وقت مبكر من صباح أمس وخاضوا معهم اشتباكات عنيفة انتهت بسيطرت مقاتلي اللجان الشعبية على المدينة وطرد مسلحي القاعدة. وأشار المصدر في تصريح ل «المدينة» إلى أن مجاميع كبيرة من مسلحي القاعدة قدموا من المناطق الجبلية المجاورة لمدينة المحفد، كانوا قد هاجموا موقعًا للواء (39) مدرع التابع للجيش في مدخل مدينة المحفد مركز المديرية التي تحمل نفس الاسم بمحافظة أبين وسيطروا على مركز مدينة المحفد بالكامل. وأضاف: أن مسلحين يحملون أعلام القاعدة كانوا قد انتشروا في مركز المديرية ونصبوا نقاطًا أمنية، بالإضافة إلى محاصرتهم للموقع العسكري من كل الاتجاهات وسط أنباء عن مقتل ثلاثة جنود وجرح آخرين من قوات الجيش اليمني. ويأتي هجوم القاعدة على بلدة المحفد بأبين في الوقت الذي انشغلت اللجان الشعبية التي كانت تصد القاعدة إلى جانب قوات الجيش بأبين بمهمة حماية مدينة عدن التي أعلنها الرئيس هادي مؤخرًا عاصمة مؤقتة بدلًا عن العاصمة التي سيطرت عليها جماعة الحوثيين في ال21 من سبتمر الماضي. وتتعرض المواقع العسكرية والأمنية ومدن يمنية لهجمات مسلحي القاعدة منذ أن طردتهم القوات الحكومية واللجان الشعبية عام 2012م، من محافظة أبين بعد عام من سيطرتهم عليها. على ذات الصعيد، سقط 8 مسلحين حوثيين قتلى وجرحى في تفجير عربة مسلحة (طقم) في هجوم لمسلحين قبليين مسنودين بعناصر تنظيم القاعدة، في مديرية الزاهر بالبيضاء (وسط اليمن)، ليل الأحد. وكشف المصدر ل «المدينة» أن مسلحين حوثيين آخرين سقطوا في هجوم آخر شنه رجال القبائل في منطقة الزوب وحمة صرار بقيفة.. مؤكدًا أن 12 مسلحًا حوثيًا قتلوا الأحد بمديرية ذي ناعم في محافظة البيضاء الحدودية مع محافظة لحج الجنوبية، والتي تشهد منذ أشهر مواجهات شرسة بين الطرفين، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. إلى ذلك، قتل 3 حوثيين وجرح آخرين إثر اندلاع اشتباكات عنيفة، بين قبائل من آل مروان، ومسلحين قبليين من أشراف مأرب المواليين للحوثيين، الجرحى وقتيلان من قبيلة آل مروان، إلا أن جماعة الحوثيين تقول إنها قتلت ستة من قبيلة آل مروان. وقالت المصادر: إن الاشتباكات اندلعت عقب احتجاز قبيلة الأشراف أحد الأشخاص الذين ينتمون لقبيلة آل مروان على خلفية اتهامه بالاعتداء على معرض للصور أقامه الحوثيون بمناسبة إحياء أسبوع الشهيد في محافظة مأرب.