أزالت قوات الأمن اليمنية صباح امس الأثنين كافة المخيمات التابعة لجماعة الحوثي، وذلك تنفيذا لاتفاق السلم والشراكة الموقع مع الجماعة بعد ساعة من سيطرتها على العاصمة صنعاء في ال21 سبتمبر الماضي. فيما قال مصدر عسكري ل»المدينة» إن مسلحين حوثيين سيطروا أمس الأول الأحد على معسكر (ماس) التدريبي التابع للجيش دون مقاومة في محافظة مارب شرق اليمن، بتواطؤ من أحد الضباط، بعد ان استغل غياب قائد المعسكر. بينما قال مصدر محلي يمني في محافظة البيضاء ل»المدينة» ان السلطة المحلية في مدينة رداع وجماعة الحوثيين وقعوا امس على وثيقة تعاون بينهما لحماية المدينة من هجمات المسلحين القبليين وعناصر القاعدة على المجاميع المسلحة الحوثية في المدينة. من جهتها، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح واثنين من القادة العسكريين المنتسبين إلى جماعة الحوثيين بتهمة زعزعة استقرار البلاد. وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إنه تم فرض عقوبات مالية على صالح والقائدين العسكريين التابعين للحوثيين عبد الله يحيى الحاكم وعبد الخالق الحوثي بسبب «الانخراط في أعمال تهدد بشكل مباشر أو غير مباشر السلام والأمن، أو الاستقرار في اليمن». وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية أن «هؤلاء الأفراد الثلاثة، باستخدامهم للعنف ووسائل أخرى، هم يقوضون العملية السياسية في اليمن ويعرقلون تنفيذ الانتقال السياسي، الذي حدده اتفاق 23 نوفمبر عام 2011، والمعروفة أيضا باسم مبادرة مجلس التعاون الخليجي والتي تنص على انتقال سلمي للسلطة في اليمن». واندلعت صباح امس الاثنين، اشتباكات وصفت ب»العنيفة» بين مسلحي جماعة «الحوثي»، ومسلحي القبائل في محيط قرية خبزة، بمحافظة البيضاء، حسب مصدر قبلي. وقال المصدر إن «مسلحي جماعة الحوثي شنّوا هجومًا عنيفًا على قرية خبزة، التابعة لمديرية رداع بالمحافظة، بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع مسلحي القبائل بالقرية». وقال المصدر القبلي إن الاشتباكات (متواصلة حتى كتابة الخبر) أسفرت عن مقتل حوالى 16 حوثيًا إضافة إلى 4 آخرين من القبائل. من جهتها، كشفت مصادر سياسية يمنية ل»المدينة» عن تحركات واسعة لقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة رئيسه الرئيس اليمني السابق (صالح) وقيادات داخل جماعة الحوثيين، لإشهار تحالفهما السري علنا من خلال توقيع اتفاق سياسي للتنسيق في قضايا البلاد، بعد أن كان هذا التحالف سرًا لأكثر من عامين، ونتج عنه سقوط مدن كثيرة وتسليمها للحوثيين. فيما تحركت قيادات جنوبية من حزب صالح لإشهار حزب جنوبي يحمل نفس اسم حزب صالح، وذلك ردا على قرار إقالة حزب المؤتمر للرئيس هادي من قيادة الحزب. إلى ذلك، قال مصدر محلي إن الجرافات الحكومية وقوات الشرطة بدأت صباح الاثنين بإزالة جميع المخيمات الحوثية المحيطة بساحة التغيير بجامعة صنعاء. وأشارت المصادر إلى تعزيزات أمنية وصلت وأحاطت بالمنطقة واستخدمت خراطيم المياه لإبعاد قاطني المخيمات، مؤكدًا أنه تم فتح جميع الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية إلى تلك المنطقة. وقال أمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان «ان هذه الخطوة تأتي تنفيذا لتوجيهات الرئيس هادي ورئيس الحكومة واشراف وزير الدفاع اليمني الجديد اللواء محمود الصبيحي بناء على اتفاقية السلم والشراكة التي تم توقيعها مع كافة الاطراف السياسية»، مضيفا بأن فرق العمل من مكاتب الاشغال والنظافة والمرور والأمن شاركت في إزالة ما تبقى من الخيام التي تضرر منها اصحاب المحال التجارية والبيوت في ساحة التغيير. من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة اليمنية الجديدة خالد محفوظ بحاح، على ضرورة التعاون في المجال الأمني و»تنشيط القطاعات الاقتصادية»، وقال «شهدنا حالة فراغ أمني والاتصالات جارية حاليًا مع مختلف الأطراف لإعادة ترتيب الوضع الأمني»، موضحًا ان الحكومة «ستخضع للتقييم خلال 90 يوما». وتزامن تشكيل الحكومة وأدائها اليمين الدستوري امس الأول، مع توسع جماعة الحوثيين في السيطرة على مناطق جديدة في وسط وغرب وشرق اليمن. وقال مصدر عسكري ل»المدينة»: ان مسلحين حوثيين سيطروا أمس الأول الأحد على معسكر تدريب للجيش دون مقاومة، حيث يقع المعسكر على الطريق الرئيس الذي يربط بين العاصمة صنعاء ومحافظة مارب شرق اليمن. واضاف المصدر أن الحوثيين سيطروا على معسكر «ماس»، بتواطؤ من أحد الضباط، بعد ان استغل غياب قائد المعسكر. وجاء هذا في الوقت الذي أعلنت فيه السلطة المحلية في محافظة البيضاء والمسلحين الحوثيين توصلهما الى توقيع على وثيقة اتفاق يقضي بالتعاون بينهما في العمل معا لحماية المدينة من هجمات القاعدة والمسلحين القبليين. وقال مصدر قبلي ل»المدينة» إن الوثيقة نصّت على مشاركة الدولة ممثلة باللجنة الأمنية والعسكرية وجماعة الحوثيين والقبائل الموالين لحزب صالح على العمل معا لاستتباب الأمن والاستقرار في المناطق الواقعة بضواحي مدينة رداع، وحماية المدينة وعدم السماح للعناصر التابعة لتنظيم القاعدة بالتحرك في وديان ومناطق القبائل الموقعة. المزيد من الصور :