اعتبرت الفنانة التشكيلية صفية بن زقر زيارة المعارض والمتاحف في انجلتراوالقاهرة ساعدتها في صقل ثقافتها الفنية. جاء ذلك خلال تكريمها في «اثنينية عبدالمقصود خوجة» مساء أمس وتحدثت عن بدايتها مع المعارض التشكيلية وأشارت إلا أن معرضها الأول أقيم عام 1968م في مدرسة دار التربية الحديثة للبنات، حيث تشرف سمو أمير المنطقة لافتتاحه وبحضور العديد من المثقفين وحضور دبلوماسي مما ساعد في توثيق بداية الحركة التشكيلية في المملكة، لذلك أعتبر أحد المؤسسين لها. وتضيف بن زقر بعد معرضي الأول اتجهت لتسجيل تراثنا الذي يحتوي على الكثير من النواحي الجمالية والتعبيرية في حياتنا اليومية سواء في الحضر أو البادية. وبعد معرضي الثاني في مدرسة دار الحنان قررت عدم بيع لوحاتي حتى أجمعها يوماً ما تحت سقف واحد يسهل على المتلقي والدارسين مشاهدتها بسهولة، ومن هنا بدأت فكرة الدارة. وتابعت حديثها بقولها: في عام 1973م أقمت معرضي الثالث في لندن والفضل يعود لترتيبه لأخي المرحوم وهيب بن زقر الذي كان دوماً وراء معارضي الدولية، وأصدرت كتابي الأول عام 1978م بعنوان (الماضي من وجهة نظر فنانة). وعن انشاء دارة صفية بن زقر تقول: في عام 1995م كان مولد دارة صفية بن زقر حلمي الذي تحقق بمساعدة إخوتي ووقوفهم بجانبي. الكثير سألوني لماذا أسميتها دارة صفية بن زقر وليس متحف صفية بن زقر أو اسم آخر يرمز لمكان فني، وكنت دائماً أفكر في مكان يحوي كنزي فبحثت في المراجع عن اسم يعبر عن أملي فوجدت أن معنى كلمة دارة هو الوعاء الذي يحتوي الشيء أو الهالة التي تحيط القمر فكانت أجمل كلمة تعبرعن حلمي. وتضيف أصدرت كتابي الثاني الذي واكب افتتاح الدارة الرسمي عام 2000م بمسمى رحلة عقود ثلاثة مع التراث. وعن صالونها الادبي تقول : بدأ منذ عام 1992م من منزل العائلة ثم انتقل إلى الدارة وأطلق عليه المجلس الثقافي لدارة صفية بن زقر. وتختم حديثها بالقول : أقيم مسابقة سنوية للأطفال منذ افتتاح الدارة، بالإضافة إلى مسابقة مساجلة شعرية – في الشعر الفصيح دامت لمدة أربعة أعوام، بالإضافة إلى ورش عمل فنية للكبار والصغار. من جهته قال عبدالمقصود خوجة: المتتبع لمسيرة ضيفتنا الكريمة يرجح أن أربع عواصم عالمية تضافرت في صياغة ريادتها الفنية.. ولادتها في حارة الشام بجدة التي التقى فيها تراث الماضي بالحاضر على أمر قد قُدر، ثم القاهرة التي أرضعتها بواكير العمل الفني، ومثلت لديها بداية مشوار رغبة أن تكون رقماً مهماً في خارطة الإبداع الفني، وتحدياً تجابه به الصعوبات، ولندن التي حصلت في كليتها سانت مارتين على شهادة الرسم والجرافيك، وأخيراً باريس التي منحتها ألقاً وحضوراً في المشهد الفني، فلاقت لوحاتها الفنية استحساناً، مما حدا بالفرنسيين تسمية لوحتها (الزبونة)ب ( موناليزا الحجاز) ، لتجسيدها جمالية زي المرأة التراثي المدني وما فيه من زخارف إسلامية.