اسفر الهجوم الجوي الاسرائيلي على قطاع غزة عن أكثر من مئة قتيل خلال أربعة أيام بينما استمر اطلاق الصواريخ على اسرائيل اليوم على الرغم من عرض اميركي للوساطة. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم أنه لن يستجيب للضغوط الدولية لوقف الحملة العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة. وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي عقده في مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب "لن يمنعنا أي ضغط دولي من ضرب الارهابيين الذين يهاجموننا". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما أعرب أمس الخميس لنتانياهو عن خشيته من تصعيد المواجهة بين اسرائيل وحركة حماس واقترح وساطته للتوصل إلى وقف لاطلاق النار. وقال البيت الابيض في بيان أن أوباما أعرب في اتصال هاتفي مع نتانياهو عن "خشيته من خطر تصعيد النزاع وشدد على ضرورة أن تبذل كل الأطراف ما بوسعها من أجل حماية المدنيين واعتماد التهدئة". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تبقى مستعدة لتسهيل التوصل إلى وقف للعمليات العسكرية، بما في ذلك العودة إلى وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في نوفمبر 2012" عندما سمح اتفاق بواسطة أميركية مصرية بوقف الضربات الجوية الاسرائيلية ضد حماس. بدوره، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس الى وقف لاطلاق النار خلال اجتماع طارىء لمجلس الأمن. وفي غزة، أدت الغارات الجوية الاسرائيلية حتى مساء اليوم إلى مقتل عشرة فلسطينيين بينهم امرأة، كما قالت وزارة الصحة في القطاع، ما يرفع حصيلة ضحايا هذا الهجوم إلى 105 قتلى واكثر من 500 جريح بينهم عدد كبير من النساء والاطفال منذ بداية عملية "الجرف الصامد" فجر الثلاثاء. واعلن الجيش الاسرائيلي أن حركتي حماس والجهاد الاسلامي أطلقتا أكثر من أربعين صاروخا وقذيفة منذ منتصف ليل الخميس. وفي المحصلة تم اطلاق 426 صاروخا من غزة فيما تم اعتراض وتدمير 121 اخرى في الجو. واصيب عشرة اسرائيليين في الايام الاخيرة جروح اثنين منهم بالغة. وتبنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة اطلاق اربعة صواريخ على مطار بن غوريون الدولي في ضاحية تل ابيب. وبعد ذلك طلبت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة من شركات الطيران الاجنبية وقف كافة رحلاتها الى اسرائيل بسبب المخاطر المحدقة بكافة المطارات. وقالت كتائب القسام في بيان انها "توجه رسالة الى كافة شركات الطيران الاجنبية التي تسير رحلات الى الكيان الصهيوني تطالبهم فيها بوقف رحلاتهم الى الكيان بسبب المخاطر المحدقة بكافة المطارات نتيجة للحرب الدائرة" في قطاع غزة. واكد متحدث باسم سلطة الطيران الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان مطار بن غوريون "يعمل كالمعتاد بعد توقف لتسع دقائق" مشيرا الى ان التوقف جرى خلال انطلاق صفارات الانذار وبعدها استأنف عمله كالمعتاد. واندلعت اعمال العنف هذه بعد فقدان ثلاثة شبان اسرائيليين هم طلاب مدرسة تلمودية والعثور عليهم قتلى في الضفة الغربية، ثم احراق شاب فلسطيني حيا بايدي متطرفين يهود في القدس. واتهمت اسرائيل حماس بالوقوف وراء خطف الشبان الثلاثة. وتثير هذه المواجهات مخاوف من امتدادها الى الجبهة الشمالية لاسرائيل بعد اطلاق صاروخ من جنوبلبنان سقط في شمال الدولة العبرية من دون ان يؤدي الى اصابات او اضرار. وردت المدفعية الاسرائيلية بقصف مناطق في جنوبلبنان قبل ان يعود الهدوء. وفي الجمعة الثانية من رمضان، بدت القدسالشرقية شبه خالية ويكاد يكون عدد افراد الشرطة الاسرائيلية اكثر من المصلين بعد ان منع من دخول المسجد الاقصى من هم تحت سن الخمسين عاما من الرجال من سكان القدسالشرقية. وفي الجليل بشمال اسرائيل تظاهرة نحو اربعة الاف من العرب قرب الناصرة رفضا ل"جرائم الحرب الاسرائيلية" في غزة. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي 210 غارات خلال 24 ساعة من بينها 50 ليل الخميس - الجمعة، ضد اهداف مرتبطة بحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وفق المتحدث العسكري الاسرائيلي. وشاهد مصور من وكالة فرانس برس عدة مراكب تحترق في مرفأ غزة بما فيها "سفينة غزة" (غزة ارك) وهي سفينة صيد كبيرة كانت منظمة دولية مناصرة للفلسطينيين تريد الابحار بها لكسر الحصار البحري الاسرائيلي. واضاف المتحدث ان التحضيرات للعملية البرية مستمرة. وكرر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بيني غانتز ان "الارهابيين في غزة ارتكبوا خطا خطيرا عبر مهاجمة سكان اسرائيل"، محذرا من ان جيشه "سيوسع تحركه بحسب حاجاته وبكل القوات الضرورية". ويقول الجيش انه تم استنفار 33 الف جندي من الاحتياط. ولاحظ مصور لفرانس برس انتشارا كثيفا للمدفعية الاسرائيلية بجوار قطاع غزة. واثار الهجوم على غزة استياء جيران اسرائيل. واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة اسرائيل بانتهاج سياسة مبنية على "الاكاذيب" في ما يتعلق بعمليات قصفها لقطاع غزة. وقال "تقول (اسرائيل) ان (حماس) تطلق صواريخ. لكن هل قتل أحد؟"، قبل ان يضيف ان "عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم (اسرائيل) بلغ الان 100. وحياتها (حياة اسرائيل) قائمة على الاكاذيب. انها لا تصدق". وفي القاهرة، دانت وزارة الخارجية المصرية في بيان "سياسات القمع والعقاب الجماعي" التي تتبعها اسرائيل في قطاع غزة، داعية الاسرة الدولية إلى الاسراع في وقف النزاع. واكد البيان ان "مصر تؤكد مواصلة اتصالاتها المكثفة بكافة الاطراف المعنية لوقف العنف ضد المدنيين الابرياء واستئناف العمل باتفاق الهدنة المبرم في نوفمبر 2012". ومع استمرار تدهور الوضع في غزة، دعت 34 جمعية انسانية دولية اليوم إلى وقف اطلاق النار واحترام حقوق الانسان.