في وقت كان العالم يحتفل ابتهاجاً بالعام الميلادي الجديد 2009، كانت غزة تتلقى مزيداً من القنابل في اليوم السادس من العدوان. واستشهد أمس القيادي البارز في حركة (حماس) نزار ريان وتسعة أشخاص آخرين بينهم زوجاته الأربع واثنان من أطفاله في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة ودمر الطيران الإسرائيلي فجر أمس مقر المجلس التشريعي ووزارتي المالية والتربية والتعليم. والشهيد نزار ريان هو أبرز مسؤول في (حماس) يستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ظهر السبت الماضي. وقال الطبيب معاوية حسنين المدير العام للطوارئ والإسعاف في قطاع غزة ان "عدد الشهداء ارتفع صباح أمس (الخميس) إلى 400شهيد بعد انتشال عدد من الجثث من تحت أنقاض المنازل"، وأضاف: إن الغارات أدت أيضاً إلى سقوط "أكثر من ألفي جريح". ووفقاً لما أعلنته المصادر الطبية الفلسطينية فجر أمس الخميس فإن مواطنتين استشهدتا وأصيب أكثر من 60آخرين ودمرت عشرة بيوت في غارة إسرائيلية عنيفة على منتزه الشابورة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة الأمر الذي رفع عدد الشهداء إلى تسعة شهداء و 120جريحاً خلال يوم الأربعاء. وكانت الطائرات الإسرائيلية قصفت فجر أمس، مقر المجلس التشريعي ووزارتي التربية والتعليم والعدل، وعدة منازل في مدينة غزة، وقصفت مخيم النصيرات بشكل عنيف، وقصفت الطائرات الحربية منزل أنس شبانة أحد عناصر كتائب القسام وورشة حدادة وعيادة طبية بالاضافة إلى أنفاق في رفح جنوب قطاع غزة. في هذه الأثناء واصلت الفصائل الفلسطينية أمس قصف المواقع والبلدات الإسرائيلية بالصواريخ وقذائف الهاون، حيث قصفت كتائب القسام الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس المقاومة قاعدة عسكرية إسرائيلية للمرة الأولى وسط استمرار قوات الاحتلال في حشد دباباتها على طول الحدود مع القطاع وذلك في ظل تجدد الغارات الإسرائيلية على مناطق غزة منذ فجر أمس الخميس. وقالت كتائب القسام في بيان لها تلقت "الرياض" نسخة منه انها قصفت لأول مرة القاعدة الجوية الإسرائيلية حتسريم - وهي أكبر قاعدة جوية بالمنطقة الجنوبية - بصاروخ غراد مطور. وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي ان خمسة صواريخ أخرى أطلقتها المقاومة سقطت بمنطقة أشكول بالنقب، وقد أقر الجيش الإسرائيلي بسقوط الصواريخ، غير أنه قال إنها لم توقع إصابات أو أضراراً. بدورها قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت بلدة سديروت ومستعمرة كفار عزا بصاروخين من طراز قدس. كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) انطلاق العملية العسكرية "بركان العاصفة" بقصفها بلدة سديروت والنقب الغربي بصاروخي فجر، كما أعلنت الكتائب مجموعة أيمن جودة مسؤوليتها عن إطلاق ثلاثة صواريخ بمستوطنة زكيم جنوبي عسقلان. وكانت المقاومة أطلقت أمس نحو عشرين صاروخاً على المناطق الإسرائيلية، من بينها ستة من نوع غراد، وقال جيش الاحتلال إن إسرائيليين أصيبا بجروح، مشيراً إلى أن أحد الصواريخ أصاب فندقاً في بئر السبع، كما أصاب جامعة بن غوريون. وأعلنت حركة (حماس) أمس أنها تقبل بشروط التهدئة المقترحة من قبل باريس، وبينها "وقف العدوان وإنهاء الحصار بمختلف أشكاله وفتح المعابر كافة". وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحافي "إن حماس موافقة على المبادرة شريطة وقف العدوان وانهاء الحصار بمختلف أشكاله وفتح المعابر كافة ووجود ضمانات دولية لعدم تكرار الاحتلال هذه الحرب الإرهابية مجدداً". وأضاف برهوم "يجب أن تكون التهدئة بمثابة صفقة شاملة متكاملة تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار وفك الحصار وتشغيل المعابر كافة من دون قيد أو شرط، ودون العودة إلى اتفاق المعابر عام 2005والذي يمنح الكيان الصهيوني الصلاحية المطلقة للتحكم بحياة أهالي القطاع". وهذا الاتفاق ينص على وجود مراقبين أوروبيين وممثلين عن السلطة الفلسطينية ومراقبة إسرائيلية عبر الكاميرات لمعبر رفح.