تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امس الاثنين ب»القصاص» لمقتل ضابطي شرطة في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في القاهرة، في هجمات تزامنت مع الذكرى الاولى لثورة 30 يوليو 2013. وقال السيسي «فقدنا اليوم شهداء جددا، وانني لاعاهد الله واسرهم وارواحهم الطاهرة بان الدولة ستقتص لهم قصاصا عادلا ناجزا»، وذلك في كلمة مسجلة بثها التلفزيون المصري الرسمي بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو. واضاف السيسي «ما زال الارهاب الاسود يحاول الوقوف امام ارادة المصريين وآمالهم وتطلعاتهم. ارهاب لا دين له ولا وطن له. ارهاب خسيس لا يتردد في سفك دماء الصائمين والاطفال». واقر السيسي الذي تولى حكم البلاد قبل اقل من شهر ب»صعوبة الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي يمر بها الوطن» لكنه شدد على انه «لن نتهرب من المواجهة تحت ذريعة الاعتبارات والمواءمات السياسية». ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم حركات اسلامية اهمها جماعة الاخوان في بيان الى «يوم غضب عارم» في ذكرى عزل مرسي الخميس المقبل. وقال البيان ان التظاهرات ستبدأ عصرا في القاهرة من 35 مسجدا. واكد ان «الثورة ايمان ورمضان شهر ثورة ونصر فخذوا منه المدد والعبرة والخبرة وأعلنوا غضبتكم لله بقوة» (حسب البيان). وطالب التحالف انصاره بالدفاع عن النفس. وقال البيان «ليكن أول شهيد دافعا لبركان غضب لا يتوقف دون تفريط في سلميتكم المبدعة حصنكم الحصين والدفاع عن النفس حق شرعي». وتأتي هذه التفجيرات قرب قصر الاتحادية الرئاسي بعد اقل من شهر من تولي الرئيس السيسي منصبه رسميا في الثامن من يونيو الجاري، ولم يتضح حتى الان ما اذا كان السيسي كان متواجدا داخل القصر اثناء تلك الانفجارات ام لا. وقالت وزارة الصحة ان الانفجارين اسفرا عن مقتل اثنين واصابة 13 اخرين من بينهم شخص بترت قدمه واخر بتر ساعده، فيما اعلنت وزارة الداخلية مقتل ضابطي شرطة في الانفجارين قرب قصر الاتحادية. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الشرطة «اشتبهت» في عبوتين ناسفتين بالقرب من قصر الرئاسة. وعند قيامها بالتعامل معهما لتفكيكهما «انفجرت احداهما ما ادى الى مقتل العقيد أمين عشماوي خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة». واضافت الوزارة ان التفجير اسفر كذلك عن اصابة «عدد من رجال الشرطة وتم نقلهم للمستشفى» مؤكدة انه تم تفكيك العبوة الثانية وابطال مفعولها. وبعد الظهر، اكدت الوزارة في بيان ثانٍ ان عبوة ثانية انفجرت اثناء محاولة رجال الشرطة تفكيكها ما ادى الى مقتل المقدم محمد لطفي من ادارة المفرقعات في وزارة الداخلية واصابة عدد آخر من رجال الشرطة، بحسب ما اكد مصدر امني. كما اصيب احد افراد هيئة الاسعاف وبترت يده نتيجة الانفجار، وفق تقارير إعلامية في موقع التفجير حيث كانت سيارات اسعاف تتوجه مسرعة لنقل المصابين. وفرضت الشرطة طوقا امنيا حول القصر واغلقت الطرق المؤدية اليه. كما استخدمت لاحقا انسانا اليا (روبوت) وكلابا بوليسية للبحث عن اي متفجرات اخرى في الاشجار والحدائق المحيطة بقصر الرئاسة. وفجرت الشرطة عبوة ثالثة عثر عليها مخبأة في حديقة مقابلة لقصر الرئاسة. وخيم توتر على المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي حيث اغلقت المحال والمقاهي ابوابها وخلت الشوارع من المارة. وتتزامن تلك الانفجارات مع الذكرى الاولى لثورة 30 يونيو 2013 وشارك فيها الملايين للمطالبة برحيل محمد مرسي الذي عزل الجيش على الاثر في الثالث من يوليو. وكانت مجموعة «اجناد مصر» الجهادية نشرت على حسابها على تويتر الجمعة الماضي تحذيرا الى «المارة بالأماكن الملغمة بعبوات ناسفة عند القصر الرئاسي بالاتحادية» بعد الغاء عملية تفجير بسبب وجود مدنيين. وقالت المجموعة في بيان بثته على تويتر انه في 16 يونيو الجاري تمكنت «سرية من جنودنا من تفخيخ مكان اجتماع قيادات للاجهزة الاجرامية من المسؤولين عن تأمين القصر بزرع عبوة ناسفة موجهة نحوهم وتم زرع عدة بمحيط القصر لاستهداف القوات المتوافدة اثر التفجير الاول» الا انه تم الغاء العملية بسبب «تواجد عدة افراد بزي مدني قرب مكان العبوة الرئيسية». ومساء الاثنين، اكدت المجموعة في بيان انها قامت بتفجير القنبلتين. وتصاعدت اعمال العنف في مصر خلال اليومين الماضيين. المزيد من الصور :