قُتل ضابطان في الشرطة المصرية أمس لدى محاولتهما تفكيك عبوات ناسفة زرعتها جماعة «أجناد مصر» الجهادية في محيط قصر الاتحادية الرئاسي وحذرت منها قبل أيام، فيما تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي «القصاص العادل والناجز» في كلمة ألقاها مساء أمس لمناسبة الذكرى الأولى لتظاهرات 30 حزيران (يونيو) التي مهدت لإطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي. (للمزيد) وعثرت قوات تأمين قصر الرئاسة على أربع عبوات ناسفة في محيط القصر انفجرت منها اثنتان وفكك خبراء المفرقعات اثنتين. وكان لافتاً أن وجدت العبوات الناسفة في المواقع نفسها التي كانت جماعة «أجناد مصر» حددتها في بيان الجمعة الماضي أعلنت فيه التراجع عن تفجيرها لتفادي إصابة مدنيين. وقُتل ضابط برتبة عقيد من خبراء المفرقعات لدى محاولته تفكيك عبوة، ثم قُتل آخر برتبة مقدم أثناء محاولته تفكيك عبوة أخرى لاحقاً. وعقب الانفجارين، طوقت قوات الشرطة محيط القصر واستنفرت قوات الحرس الجمهوري عند بواباته وفي داخله للبحث عن أي متفجرات أخرى. وأثار انفجار العبوات تساؤلات عن إجراءات التأمين، خصوصاً لسقوط قتيلين على رغم إعلان الجماعة مسبقاً عن موقع العبوات الناسفة. كما أن محيط القصر يحظى بتأمين صارم من قوات الشرطة والحرس الجمهوري. غير أن مسؤولاً أمنياً رفض اعتبار ما جرى تقصيراً. وقال ل «الحياة» إن اتهامات التقصير «ليست في محلها مطلقاً، لأن تلك العبوات لم تنفجر بفعل الجماعة بل عثرت عليها سلطات الأمن وانفجرت أثناء تفكيكها... نحن نأخذ أي معلومة على محمل الجد، ولذلك مشطنا محيط القصر ووجدنا هذه العبوات». لكنه لم يفسر الفجوة الزمنية بين البيان والبحث عن العبوات، مكتفياً بالقول ان «لا يمكن الجزم بأن تلك العبوات كانت مزروعة في المنطقة منذ 18 حزيران (يونيو) الماضي حسب ما ورد في بيان الجماعة الجمعة الماضي... هذا أمر مستبعد لأننا نمشط المنطقة بانتظام ولم نعثر على تلك العبوات» إلا أمس. وأضاف أن «انفجار العبوات أثناء تفكيكها ستتضح أسبابه بعد ورود تقارير المعمل الجنائي وبحث الأجهزة الفنية المختصة في نوعية تلك العبوات». وتعهد السيسي «القصاص». وقال: «أعاهد الله وأسر الشهداء وأرواحهم على أن الدولة ستقتص القصاص العادل والناجز من القتلة»، مشدداً على «ضرورة مواجهة الإرهاب الأسود الخسيس». ووعد بسن «تشريعات رادعة لكل من يسعى إلى المساس بالوطن». وأضاف: «سنعمل على إنجاز الاستحقاق الثالث من خريطة الطريق بانتخاب مجلس النواب الذي يقوم بسن التشريعات والرقابة»، داعياً المواطنيين إلى «إعلاء مصالح الوطن، ورفع شعارات الإيثار والتضحية في هذه المرحلة». وتحدث عن «الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة»، لكنه شدد على أن الدولة لن تتخلى عن دورها في معالجتها. وقال: «لن أقبل بغبر النجاح بديلا... سنبدأ في حصد ثمار النجاح خلال عامين لو حرصنا على تحقيقه»، داعياً المصريين في الداخل والخارج إلى «الإسهام بفاعلية في إنعاش اقتصاد الوطن، وليهبوا له ما يستحق من عطاء وتضحيات». ورأى أن «التاريخ سيسجل لمصر أنها حمت العروبة والإسلام... علاقاتنا مع أشقائنا تتجاوز حدود المنفعة الاقتصادية والتعاون الأمني والعسكري. سندفع دماء جديدة في شرايين هذا التعاون، وسنكون مع الأشقاء الأوفياء على قدر المسؤولية التاريخية، وسنواجه بكل حزم دعاة التخلف والرجعية الذين تجافي أفعالهم تعاليم الدين السمحة، وسنصوب الخطاب الديني لتطهير صورته مما علق به من أفكار هدامة... سنواجه الظروف الاقتصادية الصعبة بمساعدة أشقاءنا وسنواجه كل من تسول له نفسه تهديد وطننا بسوء».