لو قدر لي صيغة (شفافة، شفافة جدًا، شفافة جدًا جدًا، شفافة جدًا جدًا جدًا يعني) لإعلان تسويقي للمدارس الأهلية سأحرص على إقناع أولياء الأمور بدفع الرسوم وهم يضحكون ويعتقدون أنهم استغفلوا المدرسة ودفعوا لها ثمنًا بخسًا مهمًا ارتفع مقابل ما تقدمه المدرسة من خدمات لأبنائهم، وتعالوا نحسبها معًا، حين تضمن المدرسة لولي الأمر منح ابنه الدرجات الكاملة في كل ما تملك المدرسة التصرف فيه كالمواد العملية والشفهية وأعمال السنة في حين يتحمل هو وابنه نتيجة الاختبار التحريري الذي يدونه ابنه بخط يده حيث لا تملك المدرسة (النزيهة) التدخل، و(النزاهة) نسبية ومتفاوتة والتحايل عليها له أشكال وألوان ودرجات ومواقيت، أما ما تضمنه المدرسة لولي الأمر فمثاله في الصف الأول الثانوي مثلا، يحصل الطالب على كامل الدرجات التي تديرها المدرسة بحرية - كما أسلفنا - ويصل إجماليها إلى (وتعالوا نفصل الفاتورة: عدد المواد التي تتضمن جزءًا عمليًا أربع مواد، هي الفيزياء 5 درجات والكيمياء 5 درجات والأحياء 5 درجات والحاسب الآلي 15 درجة للجزء العملي و5 درجات للمشاركة، ليصبح إجمالي المواد العملية مسعرًا بالدرجات 35 درجة، أما المواد التي يتم تقييمها أربع مواد هي القرآن الكريم والمطالعة والإنشاء وواحدة من (التربية النسوية أو التربية الفنية، أو الخياطة والتفصيل) وإجمالي درجات مواد التقييم يساوي 200 درجة، أما إجمالي درجات أعمال السنة الباقية فهي حاصل ضرب 10 درجات في أربع عشرة مادة ليصبح 140 درجة، وبجمع الإجماليات السابقة نحصل على 375 درجة (يا بلاش) وقليل من المدارس الأهلية من يجرؤ على حسم أي درجة مما تملكه وإلا لماذا استلمت الرسوم؟ أرأيتم كيف أن التعليم الأهلي ثمنه فيه؟ وأن رفع الرسوم مبرر وأن 375 درجة تستحق ثلاثة عشر ألف (ملطوش)؟! يجد الناظر في سجلات درجات المدارس الأهلية أنها تطبق ببراعة مبدأ كل الطلاب سواسية كأسنان المشط في الرسوم وفي الدرجات آنفة التفصيل، وأنه لا وجود لما يسمى الفروق الفردية والمهارات والقدرات، ولا نعجب إذًا حين نجد تلميذًا يحصل على 10 درجات أعمال السنة لمادة الرياضيات في حين لم يفلح في ورقة الاختبار إلا بجمع 6 درجات فقط شأنه شأن زميله الحاصل على 35 درجة، فأبواهما دفعا نفس الرسوم! لكني لا أدري أين الرقابة المعنية وأين هيئة مكافحة الفساد عن بحث هذا الأمر الخطير الذي تباع فيه الدرجات عيانًا بيانًا، ولا أدري ما الفرق بينها وبين بيع الأسئلة والملخصات؟! [email protected]