أكبر مدينة جامعية في العالم ، أكبر قطار جامعي في العالم ، أكثر من 70000 مهندس و فني و عامل , أكثر من 2000 مورد سعودي ، أكثر من 3600 شريحة من الخلايا الشمسية ، أقصر مدة تنفيذ لمشروع في المملكة منذ نشأتها ، إنها جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ، الجامعة التي أنشأها ملك الإنسانية الوالد الحبيب عبد الله بن عبد العزيز امتدادا لاهتمامه الكبير – رعاه الله – ببناته المواطنات و سماها باسم عمته رحمها الله وفاء و تقديراً ، لهذا فكل ما في مدينتنا الجامعية ينبض بالحب لهذا الوطن و بناته و الوفاء الكبير للمرأة السعودية و الفخر العظيم بوالدنا و منجزه الجبار ، و حين يبدأ هذا الصرح العظيم بتفعيل خدماته للمجتمع السعودي و للمواطنات السعوديات ينبغي أن يحافظ بدوره على كل ما أودعه فيه الوالد المؤسس له ، و أن يكون أول من يهتم و أشرس من يقاتل لمصلحة بنات الوطن ، لكن توالي أخبار تسريح المئات من الموظفات السعوديات و إحلال أجنبيات مكانهن باتت تصدمنا بين فينة و أخرى ، و لا يبررها مطلقا توقيع الجامعة مع شركة خاصة لتوفير الكوادر التربوية ، فالأمر أكبر من أن يسلم لشركة ربحية ، و أجل من أن يساوم فيه المنتفعون و يضحون بأبناء البلد في بلدهم لصالح الأجانب في تناقض عجيب و معاكسة لسياسة المملكة و توجيهات ولي الأمر القاضية بتوطين الوظائف و منح السعودي الأولوية في وطنه و إفادته من فرص العمل و تدريبه و تأهيله لكل عمل . ما حصل في الجامعة العظيمة تجاوز وإن كان من ارتكبه شركة خاصة معنية بالتعاقدات التربوية فالمسؤول الأهم هو الذي وقع العقد مع الشركة و هو المتورط بعدم اشتراط التزام الشركة بالتوطين ، و الإجراء الأولى و الأجدر اتخاذه هو تسريح الشركة من العمل في هذا الصرح الوطني العظيم و إلغاء العقد المنافي للأهداف التنموية الوطنية ، فالبطالة السعودية صنعها بامتياز المنتفعون من النافذين في القطاع الخاص بشركاتهم التي لا تقدم للوطن قدر ما تفترس منه ، و من غير المعقول ولا المقبول أن تقوم المؤسسات الحكومية بتسليم هؤلاء مصائر أبناء البلد ليصبحوا مستضعفين لا يملكون إلا طلب النصرة من الصحف ، و ما ننتظره هو التدخل لنصرة بناتنا و حماية مصالحهن و تأمين مستقبلهن و تمكين المواطنين من حقوقهم . [email protected] [email protected]