قبل أن يقام ( لقاء العمالقة ) الذي جمع عدداً من أفراد منتخبنا الذهبي و مثلهم من منتخب البرازيل أبطال كأس العالم 94 ، توقعت أن اللقاء استعراضي صرف وهمس في أذني وسواس أن المباراة ربما كانت فعالية غرضها التنشيط السياحي ، و بكل تأكيد لم يتجرأ وسواسي أن يشغلني بالنتيجة كما فعل إبان موقعة الأرجنتين ، و بكل تأكيد أيضا كان التوق كبيراً لرؤية الأخضر الماسي ، ياااااه أخيراً ستعود أيام أبي يعقوب و ماجد و سامي و عبد الجواد و محيسن و حمزة و وو ! و كانت القناة الرياضية قد شوقتنا على مدى العام للأخضر الماسي بعرض مباريات من أرشيف الانتصارات الخضراء الماضية ، عدا ما يفعله الوسواس إزاء لاعبي هذا الجيل من الهوامير المحترفين و رجال الأعمال حين يقارنهم بجيل الهواية المحترمين ، الذين قسونا عليهم كثيرا حين كنا نقول : لو لعبت قمصان منتخبنا الماسي لحققت ما يعجز هؤلاء المليونيرات عن تحقيقه ، ( فيما يبدو لدينا مشكلة مع الملايين ) و قاتل الله الغيرة ( بس ) ! أوشكت مباراة العمالقة على البدء دون أن يكون لدينا قلق أو طموح بخصوص النتيجة ، و لم نكن مضطرين للدعاء أن ينصر الله الأخضر ، ثم نزل العمالقة أرض الملعب في طابورين متوازيين و راح الوسواس يتأمل الفرق في البنى الجسمانية للفريقين ( ياااادي النيلة ) كان الوضع صعبا لغاية البؤس ! لدرجة كان الوسواس ( ابن اللئيمة ) يقول ساخرا : ( يا أرض اتهدي قمصان الأخضر جاهزة ولا مصنوعة مخصوص ؟! لأن المقاسات تجاوزت الحد الائتماني) !! ثم جلس الوسواس في دكة الاحتياط قائلا ستكون المباراة في الأكبر ( كرشا ) و بدأ في تحسس ( كروش ) الأخضر الماسي و يلطم ( هذا ما جنته الكبسة و ما جنيت على أحد ) و مع الفارق الكبير في الرشاقة بين المنتخبين العملاقين ، أخذ الوسواس يقرع منتخبنا كما نفعل حين نتلقى الهزائم الثقال : لمَ لم ( يكرّش ) البرازيليون ؟ هاه ؟ مع إنهم أكبر سنا منكم ؟ هاه ؟ لبن و كبسة و بلوت ؟ هاه ؟ و تتوالى الأهداف و يزداد الوسواس فظاظة : الحقيقة ظلمنا لاعبينا الهوامير ، يرد الخراشي عليه : قم بس قم ترى صجيتنا أنت وخشتك المباراة ودية استعراضية و أنت تحسبها على كأس العالم ! يا حكم كرت أحمر لو سمحت ! يرد الوسواس : أقول حمدا لله إنهم اعتزلوا في قمة عطائهم ، أساسا لو لم تقيموا هذه المباراة أفضل ، تحمّل صراحتي أنت و فريقك لو سمحت ، يعني لو أنها فعالية سياحية و نظمت على هذا الأساس و حظيت بدعاية و توقيت جيد لقلنا استعراض و استثمار ، ألا ترى المدرجات خاوية ؟! أتدري أن كثيرين لا يدرون حتى اللحظة عن المباراة ؟ ثم يا عزيزي كل الرعاة مطاعم يا أخي ، يعني لاعبين لم يحافظوا على لياقتهم و خلعوا الفكر الرياضي و نمط الحياة الرياضية بمجرد الاعتزال و خلدوا للكبسة و البلوت من سيرعى مباراتهم إلا المطاعم ! الخراشي ضاق ذرعا وقف يصوت للحكم : فكنا منه يا حكم ما نعرف نركز ، كرت أحمر الله يرحم والديك ! أشهر الحكم الكرت الأحمر ، و سكت الوسواس قائلا : هذا اللي فالحين فيه ! [email protected]