سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قراءة في تغريدات الإعلام الجديد !! إن التغريدات في الإعلام الجديد تهدف إلى التواصل مع الآخر بالكلمة الطيبة وروح الدعابة ونشر المعلومة الصحيحة والمفيدة للمتابعين
الإعلام الجديد، أو شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المرادفات، هي لمُسمَّى واحد يدعى "التواصل". المغردون يعج بهم ذلك الإعلام الجديد، وكل فيهم يغني على ليلاه. فتجد المضحك والمبكي، وتجد المحزن والمآسي، وتجد الشائعات والمتمرسين في بثها، وتجد المعلومة الصحيحة والمغلوطة، وتجد الصادق والكاذب، وتجد الصورة والمقاطع، وتجد من يُصوِّر أولاده ويجعلهم مثارًا للسخرية من خلال بث تلك الصور على شبكات التواصل، وتجد المتعلم والمثقف، والرؤساء والوزراء.. وغيرهم في تلك الشبكات فهي متاحة للجميع. ولكن ما يميز هذا الإعلام الجديد أنه يكشف أي شخص يريد أن يستعرض عضلاته بسطحية فكره وتفكيره. فالبعض لديه هوس وجنون الشهرة. يبحث عن متابعين له حتى لو أدى ذلك إلى تطبيق مقولة "خالف تُعرف". فتجد له من التغريدات التي تنم عن استخفاف بعقلية المتابعين له وغيرهم. وسوف أورد عدة أمثلة تُبيّن لنا كيف أننا لا نُحسن استخدام تلك الشبكات الاجتماعية بالطريقة التي تجعلنا نتواصل مع الآخرين دون إعطائهم معلومة مغلوطة أو الإساءة إليهم. فأحد المغردين اقتبس بحثًا وقام بتعميمه دون تمحيص ووقع في مطب ذلك الهوس للشهرة. يقول ذلك المغرد نصًا: "إن جامعة شفيلد البريطانية قامت بدراسة عن فوائد تعدد الزوجات وأن الشخص الذي يقترن بأكثر من امرأة يزيد عمره بنسبة 12%". هذا المُغرِّد حصر فائدة التعدد بفائدة واحدة ألا وهي أن التعدد يطيل بعمر الإنسان. بعبارة أخرى، إذا كان عمر الإنسان الافتراضي هو 80 سنة فمعنى ذلك، وفق هذه الدراسة، أن عمره سوف يزيد 9 سنوات وستة أشهر، ولن يتوفاه الله سبحانه وتعالى إلا عندما يكون عمره 89 سنة وستة أشهر، هذا إذا كان من المُعدِّدين، أما إذا كان من غير المعدِّدين فإن عمره سوف يتوقف عند الثمانين عامًا!. أخونا المغرد، مع الأسف، يضع قبل اسمه حرف الدال أي دكتور فلان، وهذا معناه أنه يعرف كيف تتم تلك الدراسات والأبحاث، ويعلم أنه لابد أن يقيّمها قبل نشرها، المطب القوي الذي وقع فيه أن بريطانيا لا يُسمح فيها بالتعدد polygamy وإنما الزواج بواحدة أو تطليقها والزواج بزوجة أخرى، ويبدو أن جهل هذا الرجل بالأبحاث جعله يأكل مطبًا قويًا بتلك التغريدة التي كشفته وتعليمه الذي حصل فيه على الدكتوراة، ولو أن المقتبس تعليمه أقل لالتمسنا له العذر ففاقد الشيء لا يعطيه. لا نعرف كيف يُعمِّم هذا الأخ الفاضل دراسة إنجليزية طبقت على مجتمع غير مسموح فيه إلا بزوجة واحدة؟! وكيف ربط بين التعدد في ديننا الإسلامي مع دراسة في مجتمع لا يطبق التعدد؟! ومثل هذه التغريدة لن تنطلي على أحد، فزمن (كريم العين في ديرة العميان مفتح) ولَّى، ولا يمكن أن يهضمها ذلك الإعلام الجديد. هناك مغرد آخر يقسم بالله العظيم بأنه يشم راحة الانتصارات في سوريا عن بعد! لاحظوا يقسم بالله (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)، ولا نعرف كيف شم رائحة النصر وهو في بيته؟ وهل يعلم هذا المغرد أنه بهذا القول تعدَّى على علم الله عز وجل الذي من عنده النصر والهزيمة؟ وآخر يتحدث في أحد المقاطع ويعظ ثم يفتي بأن سرقة الغني والبخيل جائزة، وأنه إذا سرقت لا تسرق قليلًا بل أسرق وكثّر؟!. وهناك من يطرح تغريدة على شكل سؤال ويقول: ما الفرق بين فيروز وغترة سلامة العبدالله -يرحمه الله-؟ هل هذه تغريدة أو معلومة مفيدة، هل المقارنة بين غترة سلامة -يرحمه الله- وفيروز مقارنة في محلها؟ بالطبع لا. في المقابل لننظر لتغريدة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، على حسابه في تويتر، عندما زار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب يحسده على شراب يلبسه، عليه شعار الصبار، وهذا من روح الدعابة، وهذا يُبيِّن لنا مرة أخرى كيف أن التغريدات في الإعلام الجديد الهدف منها التواصل مع الآخر بالكلمة الطيبة وروح الدعابة ونشر المعلومة الصحيحة والمفيدة للمتابعين له، وبالتالي على المغردين الحذر عندما يغردون لأن شبكات التواصل الاجتماعي تكشف المُغرِّد، وبخاصة أن ليس عليها رقيب ولا حسيب إلا رقابتك أنت الذاتية التي تُنقذك من الوقوع في مطبات التغريدات التي قد تفقدك مصداقيتك، ف(قل خيرًا أو فاصمت).