شاركت في ملتقى العلاقات العامة بالرياض؛ الذي نظمته الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان، تحت رعاية معالي وزير التعليم العالي، وبحضور معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود، وقد اتخذ الملتقى شعارًا وموضوعًا على درجة كبيرة من الأهمية وهو (إعلام العلاقات العامة.. مقومات النجاح ومسببات الإخفاق) في الفترة ما بين 2-3 رجب 1434ه بقاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري في جامعة الإمام.. ولي ثمة ملاحظات على ذلك اللقاء المهم وحضوري بين أروقة تلك الجامعة العريقة والتفاعل مع هيئات التدريس في كلية الإعلام فيها. * أسجل بالإعجاب تقديري لما صدر من موافقة مجلس التعليم العالي الذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وذلك بفصل كلية الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن كلية الدعوة التي كان مسّماها من قبل (كلية الدعوة والإعلام) ليصبح مسمى الكلية (كلية الإعلام والاتصال) بعد إعادة هيكلة كلية الدعوة والإعلام، وقد اشتملت الكلية بمفهومها وتنظيمها الجديد على أقسام الصحافة والنشر الإلكتروني، والإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة، والإعلام والاتصال التسويقي، وقسم الجرافيكس والوسائط المتعددة، ثم قسم الإعلام المتخصص (علمي عالي) وهو تنظيم يولي فكر التخصص جانبًا كبيرًا ويحقق الفائدة المرجوة ويزيل اللبس والالتباس الذي كان يحوط مسمى الكلية القديم، ويسبب إشكاليات خريجيها في القبول والتعيين في الأجهزة الحكومية ناهيك عن القطاع الخاص. * إن الملتقى قد منحني الفرصة للاضطلاع عن قرب على أنشطة الجامعة والتعرف على طلابها في الكلية الجديدة الذين كانوا مصدر فخر بحق لها وللجامعة فقد عملوا على شكل فريق عمل نشط تحت إشراف مدير العلاقات ومستشار معالي مدير الجامعة د.عبدالرحمن النامي المطيري الذي كان شعلة من النشاط ومثالًا للخلق وحسن التنظيم.. فالفكرة رائعة أن يتولى طلبة الكلية المشاركة في الاستقبال والتوديع والتنظيم للملتقى، فهذا بمثابة تجربة وخبرة عملية قبل التخرج وبعده لطلاب الدراسات العليا، وأستطيع القول: إن التجربة قد نجحت بامتياز ولقي فريق العمل إعجاب وتقدير الضيوف والمشاركين ومنهم كاتب هذه السطور. * أما جمعية العلاقات العامة والإعلان، فهي تستحق والقائمون عليها التقدير والإعجاب، فبرغم عمرها الزمني الحديث إلا أنها استطاعت أن تحقق من خلال ملتقاها الثاني أهدافًا جيدة وتبني قاعدة انطلاق لتطوير مفهوم هذا النشاط الحيوي نشاط العلاقات العامة والإعلام ونقف احترامًا لسعادة رئيس مجلس إدارتها أ. د. محمد بن عبدالعزيز الحيزان الذي استطاع أن يُحقِّق مع فريق عمل باقي الأعضاء تناغمًا جميلًا في استقطاب المشاركين، وتأطير مفاهيم النشاط واقتراح موضوعاته بعناية، ونتمنى عليه والقائمين على الجمعية أن نخطو خطوات أكثر حضورًا واتصالًا مع المهتمين بالنشاط والمتخصصين فيه؛ لتوسيع قاعدة المشاركة على مستوى الوطن، ونقل الملتقى كل عام إلى منطقة أخرى (الغربية، الشرقية، الجنوبية).. وهكذا في تبادل مفيد، يُحقِّق جذب المهتمين إليه، ويُوسِّع قاعدة المشاركين. * الخروج من الإطار المحلي والإقليمي إلى النطاق الدولي، بتوسيع دائرة المشاركة والحضور الدولي، باستضافة خبير وفتح مجالات الترجمة بالتبادل. * أما جانب المشاركات وتنظيمها؛ فيُعاب عليه ضغط أوراق العمل والمحاور، ففي اليوم الأول (الأحد) كان الوقت متأخرًا الأمر الذي أدى إلى قلة الحضور المسائي، رغم أنه كان يمكن تلافيه بدعوة طلبة الكلية وغيرهم من الجامعة من ناحية، مما أدى إلى تذمر بعض المشاركين الأشقاء من ناحية ثانية، في الوقت الذي كانت المحاور الأخيرة في اليوم الأول -وهي استراتيجيات العلاقات العامة- تُشكّل تلخيصا وتوصيات مهمة في موضوع الملتقى، إلا أنها لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقه.. كما يُعاب على بعض رؤساء الجلسات قسوة أسلوبهم في إدارة الحلقات، واستئثارهم بالحديث لأنفسهم استقطاعًا من أوقات المشاركين الذين امتعض بعضهم من ضيق الوقت وفوات فرص عرض كافة نقاط بحوثهم. * إن اختيار أوراق البحوث المشاركة وترتيبها كان جهدًا ملحوظًا، قدّم فيه الدكتور محمد سليمان الصبيحي مع فريق عمل اللجنة العلمية مثالًا رائعًا للتنظيم والترتيب والتلخيص للأبحاث والأوراق وطبع خلاصتها في كتيب قبل بدء الملتقى. * أما موضوع بحث ورقتي، فقد تركّز على أنه بالرغم من كل الانتقادات التي تُوجّه للعلاقات العامة وأجهزتها والعاملين فيها وتهميشهم وعدّهم مركز تكلفة وأعباء، فإنها أي (العلاقات العامة والاتصال والإعلام).. يمكن أن تكون بوابة ربح للمنشأة من خلال التميّز في الأداء واستحضار الصورة الذهنية المختلفة التي تغني عن ألف كلام وحديث.. بما يساعد على جذب الجمهور والرأي العام وزيادة إقباله على مخرجات المنشأة سلعًا كانت أم خدمات، مما يُحقِّق الربحية حتى للجهات الحكومية، إذ أن الربح ليس ماديًا فحسب، لكنه جملة فوائد وسمعة تضع المنشأة في مصاف المراكز الأولى. [email protected]