في تطور مفاجىء، أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أمس استعداده المشروط للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، في يوم أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على الأراضي السورية للمرة الأولى منذ سنوات. وفي الكويت، تعهد المانحون بتقديم أكثر من مليار ونصف مليار دولار لمساعدة السوريين الذين يعانون من آثار النزاع، بينما صدرت مواقف منددة ب»مجزرة» إثر العثور على قرابة 80 جثة في حلب (شمال)، وهو ما تبادل طرفا النزاع المسؤولية عن ارتكابه. وقال الخطيب على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، «بلغني من وسائل الاعلام أن النظام في سوريا يدعو المعارضة إلى الحوار، وكلف رئيس الوزراء بإدارة المشروع، وأن وزير داخلية النظام يدعو قيادات المعارضة» للعودة. وأضاف «أعلن بأنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو اسطنبول»، مشترطا إطلاق 160 ألف معتقل لا سيما منهم النساء في سجني المخابرات الجوية وصيدنايا، وتمديد او تجديد جوازات سفر السوريين في الخارج. ويأتي موقف الخطيب ردا على طرح الحل السياسي الذي قدمه الرئيس الاسد، ويتضمن حوارا وطنيا في دمشق تدعو اليه الحكومة الحالية التي قدمت ضمانات للمعارضين المقيمين في الخارج والراغبين في المشاركة فيه. واستدعى الموقف ردا سريعا من المجلس الوطني الذي يشكل أبرز مكونات الائتلاف، فأكد ان تصريحات الخطيب «لا تعبر عن موقف الائتلاف الوطني السوري» وتتناقض مع نظامه الاساسي «من رفض قاطع للتفاوض مع النظام المجرم، والاصرار على رحيله بكل رموزه». وفي تطور بارز، استهدفت اسرائيل فجر أمس قافلة كانت متجهة من سوريا إلى لبنان، دون ان يتضح المكان الدقيق لذلك او ما كانت تنقله. وفي حين رفضت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي التعليق، قال مصدر أمني إن «الطيران الاسرائيلي دمر قافلة بعد عبورها» الحدود. واكد مصدر أمني آخر اشترط عدم كشف اسمه ان الطائرات الحربية استهدفت قافلة يبدو انها تحمل اسلحة متجهة الى لبنان، لكن في الجانب السوري من الحدود. واكد المصدران ان ثمة نشاطا اسرائيليا «غير اعتيادي» فوق المجال الجوي اللبناني بدأ مساء الثلاثاء. فيما، أعلن الجيش السوري ان الغارة الجوية التي نفذتها طائرات حربية اسرائيلية فجر اليوم، استهدفت مركزا عسكريا للبحوث العلمية في ريف دمشق، بحسب بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة. وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، ان «طائرات حربية اسرائيلية اخترقت مجالنا الجوي وقصفت بشكل مباشر احد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق».وعلى الجانب اللبناني، نفت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية تسجيل اي غارة داخل الاراضي اللبنانية، في حين اكد الجيش اللبناني ان 16 طائرة اسرائيلية انتهكت المجال الجوي طوال يوم امس وحتى فجر أمس. ويأتي هذا بعد ايام من قيام اسرائيل بنقل بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الى الشمال مع تزايد المخاوف من تسرب الاسلحة الكيميائية التي يحوزها النظام السوري، ووصولها الى حزب الله، ابرز حلفاء دمشق اللبنانيين. من جانبه، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في الكويت أمس «يسرني أن اعلن ان التعهدات تخطت الهدف» المحدد بمليار ونصف مليار دولار، موضحا ان اجتماع اليوم هو «اكبر مؤتمر انساني في تاريخ الاممالمتحدة». وكانت كل من السعودية والكويت والامارات اعلنت عن تقديم 300 مليون دولار لكل منها لتشكل مساهمتها بذلك غالبية التعهدات التي سجلت في المؤتمر. وعلى هامش المؤتمر، نفت مفوضة الاممالمتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الاتهامات بسوء توزيع المساعدات في سوريا لصالح المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وقالت للصحافيين «هذا ليس صحيحا. نحن نعمل مع عدد من الشركاء على الارض. ليس هناك اموال تذهب مباشرة الى الحكومة» السورية.