في تجارب وحدة الأوطان، تظهر السعودية النموذج، وفي تجارب الاستقرار تبدو السعودية المثال، وفي تجارب الأمن والأمان تبدو السعودية الواحة، وفي تجارب التطور والنماء تبرز السعودية في الصدارة. ليس في ذلك أدنى مبالغة بعد أن وثقته الوثائق والوقائع والأرقام. فهذا الوطن الأمين الذي اختصه الله بخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام ومعتمريه وقاصديه وزواره من شتى بقاع الأرض على مدار العام، وأهله لخدمة قضايا المسلمين، ونقل رسالة الإسلام النقية في الاعتدال والوسطية والتسامح، والمشاركة في التخفيف من آلام الإنسانية في الكوارث والمحن، هو أيضًا وطن الأمن والاستقرار والبناء والنماء، وطن ظلت عناية الله ترعاه وتحميه وتباركه عقدًا بعد عقدٍ وعامًا بعد عامٍ بما أكسبه وضعًا ومكانةً خاصةً تميزه عن غيره من الأوطان، سواءً في السابق عندما كانت الأيدلوجيات والأحزاب تعصف بدول المنطقة يمينًا ويسارًا، فتتغير الأنظمة وترتبك المجتمعات وتعم الفوضى، أم في الحاضر الراهن حيث تواجه الكثير من دول المنطقة عواصف الفتن وزلازل المحن إلى حد التعرض لمخاطر الحروب الأهلية والانقسام، فيما تبدو بلادنا راسخة في أمنها، شامخة بوحدتها، فخورة بمكتسباتها، متمسكة بثوابتها المستمدة من العقيدة السمحة التي جعلها القائد المؤسس الملك عبد العزيز - يرحمه الله - المنطلق الأساس لدولة العلم والإيمان التي نحيا في ظلالها وننعم برخائها. وهو أيضًا ما جعل بلادنا مستهدفة من قبل الحاسدين والحاقدين الذين لا يرومون خيرًا لأرض الحرمين الشريفين، ويدفعهم الحسد والغيرة إلى العمل بشتى الوسائل من أجل المساس بالأمن وزلزلة الاستقرار وزرع بذور الفتنة في ربوع وطن ظل حصينًا وعصيًا على كافة محاولات النيل من شموخه والمساس بأرضه وثوابته ورموزه منذ أكثر من ثمانين عامًا ظلت السعودية خلالها بحمد الله حرة مستقرة آمنة ومستقلة، سائدة على أرضها وترابها، وهي فحوى الرسالة التي تضمنتها كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - القليلة في عددها الثرية في معناها في استقباله أمس الأول أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة مفتي عام المملكة وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ بقوله: "اتكالنا على واحد أحد..والمملكة ستواجه حسد الحاسدين".