يحقّ لكل مواطن أن يفخر بانتمائه لهذا الوطن، الذي أعزه الله بالإسلام ، وأختصه دون سائر البلدان، بأن يكون مهوى أفئدة المسلمين، من شتى أنحاء المعمورة.. حجًا وعمرة وزيارة ، حرمًا وقبلة وغفرانًا ، وأكرمه بقيادة حكيمة تخاف الله وتنشد عونه ورضاه ، قيادة جعلت همّها الأول تحقيق مصالح الوطن والحفاظ على مكتسباته وقيمه وعدم التفريط بثوابته ، وتحقيق الأمن والرخاء والحياة الحرة الكريمة لشعبها ، فكانت تلك اللّحمة الفريدة التي جعلت من العلاقة بين القيادة والمواطن في أرض الحرمين الشريفين مثالاً يحتذى ونموذجًا متفردًا في إطار شراكة وجدانية عميقة، يندر أن نجد مثيلاً لها في عالمنا المعاصر في زماننا هذا الذي يمور بالاضطرابات ويشتعل بالأزمات ، ويتخبّط في الأيدلوجيات ، وتعصف به الأحزاب والثورات والفتن في العديد من بلدان المنطقة وفي العالم كله. يحقّ لكل مواطن في وطن المجد والإباء أن يحمد الله ويشكره بكرة وأصيلاً على تلك النعم التي لا تعدّ ولا تحصى التي أسبغها الله عزّ وجلّ على وطننا العزيز، وهي نعم نحسد عليها ، فهنالك بلدان تنهار وتتفكك ، وبلدان أخرى تقف على شفير الحروب الأهلية وتواجه مخاطر التقسيم ، وهنالك بلدان كانت بالأمس قلاعًا اقتصادية فأصبحت اليوم على شفا الإفلاس ، فيما بلادنا ولله الحمد تنعم بالهدوء والأمن والاستقرار ، وتزداد وحدتها الوطنية رسوخًا ، ويزداد اقتصادها نموًا ومتانة ، وتزداد بالمجمل تقدمًا ونهوضًا وهي تنطلق بسلاسة في مسيرة النّمو والانتقال نحو آفاق المستقبل الواعد مشاريع وخططًا وأحلامًا تتحقق على أرض الواقع ، وحيث يزداد نموّنا الاقتصادي عامًا بعد عام ، وتزداد أرقام ميزانيتنا الفلكية ،سنة بعد سنة، حاملة معها بشائر غدٍ جميلٍ لأجيال الحاضر والغد ، فها هي أفواج المبتعثين تتوجّه بالآلاف من أبنائنا الطالبات والطلاب في كافة التخصصات صوب كافة جامعات العالم الشهيرة للمساهمة في بناء وطن ناهض ، قادر على صنع أدوات العبور، إلى مضمار الدول المتقدمة ، وها هي جامعاتنا ومعاهدنا العليا ومدننا الاقتصادية والصناعية والاقتصادية تقدم الشهادة بأن هذا الوطن تحفظه العناية الإلهية وتسهر على أمنه ورعاية آماله قيادة رشيدة حكيمة ، وتبني صروحه ومستقبله ، سواعد شعب نبيل، مخلص لعقيدته، ومليكه ووطنه .