قراءة التطورات والمستجدات السياسية والاجتماعية والأمنية التي تحصل في العالم مطلوبة من الجميع لتأمين حماية أمنية واجتماعية شاملة للمجتمع السعودي ومواجهة هذه التحديات والشائعات المغرضة التي تهدف إلى زرع الفتنة وقطف ثمار التشرذم والانقسام وتشتيت شمل المجتمع بدعوى الاصلاح من خلال طرح بعض الأفكار والمفاهيم الوافدة والدخيلة على مجتمعنا لتغيير القوانين والأنظمة بالتدخل المباشر في سياسات الدولة. المملكة العربية السعودية وهي جزء من العالم قامت منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (يرحمه الله) على أسس وثوابت راسخة قاعدتها العقيدة الإسلامية الصحيحة وعلى الاحترام والعدل والولاء والتراحم المتبادل بين الراعي والرعية والمنطلقة من شرعية في الحكم عبر التاريخ والأجيال المتعاقبة منذ الدولة السعودية الأولى إلى الدولة الحديثة؛ لذلك المجتمع السعودي يعيش في بيئة إسلامية تجعل أفراده يدركون توازن العلاقة بين حق المواطن وحق الدولة لأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال في كل الأمور. لا نريد الفوضى والتجارب التي عانت منها كثير من الشعوب بسبب املاءات أو تدخلات خارجية أو أهواء يريد أصحابها حب الظهور ليقال عنها إنها ذات أهداف وغايات والمتتبع لها لا يجد غايتها إلا في الظهور بمخالفة ثوابت المجتمع، المشاركة تكون في طرح القضايا والمسائل عبر قنوات معروفة لدى جميع المواطنين تستقبل مطالبهم والنظر في احتياجاتهم ومصالحهم. ومن الأهمية بمكان أن نعرف الكثير عن المجتمعات الأخرى حتى نستطيع فهم جهود حكومتنا واستجاباتها إلى مطالب المجتمع مقارنة بمطالب المجتمعات الأخرى التي تنشد الاستقرار الاجتماعي والأمني والاقتصادي والسياسي الذي افتقدته. المملكة تأخذ دائماً الصدارة من دول المنطقة في تصحيح السياسات وتحقيق الاصلاحات دون ضجيج أو رفع شعارات بحيث تكون منسجمة مع الظروف الداخلية للمجتمع وقدرته على التفاعل لتحقيق مصالح الوطن والمواطن بما يواكب المتغيرات الدولية. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) قد قال في مناسبات سابقة: «إن الدولة ماضية بعون الله في نهجها الاصلاحي المدروس المتدرج ولن نسمح لأحد أن يقف في وجه الاصلاح سواء بالدعوة إلى الجمود والركود أو الدعوة إلى القفز في الظلام والمغامرة الطائشة، إن الدولة تدعو كل المواطنين الصالحين أن يعملوا معها يداً بيد وفي كل ميدان لتحقيق الاصلاح المنشود إلا أن الدولة لن تفتح المجال أمام من يريد بحجة الاصلاح أن يهدد وحدة الوطن أو يعكر السلام بين أبنائه». وفي باب حرية الرأي.. فإن خادم الحرمين الشريفين وضع النقاط على الحروف وأظهر الفارق بين حرية الرأي والفوضى، وفي هذا قال حفظه الله: «كل مواطن يود بحث الشؤون العامة أن يتحلى بالحكمة والاتزان وتجنب ركوب الموجة وشهوة الظهور.. فالدولة لا تتعرض لحرية الرأي المسؤولة الواعية ولكنها لن تترك سلامة الوطن ومستقبل أبنائه تحت رحمة المزايدين الذين يبدأون بالاستفزاز وينتهون بالمطالب التعسفية». إن المواطنة الصالحة تمثل مدى صلابة المواطن فهي سمة أساسية في وجدانه وصموده أمام الأزمات وإدراكه الحقيقي للأخطار والتحديات بمواقفه الداعمة لقرارات الدولة، لذلك مطلوب تعزيز الثقافة الوطنية وجعلها أكثر حيوية وتفاعلاً بين أفراد المجتمع السعودي من خلال الأدوار التي يقومون بها لمصلحة الوطن. هذه المرحلة تتطلب مواجهة التحديات والشعور المشترك بالخطر وردع من تسول له نفسه المساس بمقدرات وبنى ومكتسبات هذا الوطن الغالي باعتبارها مصدر خير وعز للمواطنين، من حيث إن المواطن دعامة أساسية لأمن الوطن واستقراره وإدراكه بأن لا يسمح لأحد بأن يعبث بهما إضافة إلى مواجهة الدعايات المغرضة وعدم الالتفات لها والتي تطل علينا عبر بعض القنوات الفضائية أو مواقع الانترنت للتشكيك في قيادة هذا الوطن وفي علمائه الأفاضل مستغلين الأحداث في بعض دول عالمنا العربي أو بدعوى حرية الرأي والتعبير ونتيجتها الفوضى والانقسام داخل المجتمع الواحد. المواطن يدرك أن هذه الأصوات الغوغائية تخدم مصالح جماعات وأنظمة تستهدف العقيدة الإسلامية السمحة في هذه البلاد الطاهرة ومخالفة ولي الأمر وتفريق الجماعة حسداً على ما ينعم به المواطن في المملكة العربية السعودية من أمن ورخاء واستقرار وستظل إن شاء الله بلداً آمناً في ظل حكومتنا الرشيدة وفقها الله.