لا بد لهذا الوطن الذي أعزه الله بالإسلام وبخدمة بيت الله الحرام وحجاجه ومعتمريه وزائريه وأسبغ عليه من النعم ما لايعد ولا يحصى، على رأسها نعمة الأمن والرخاء ، لابد لهكذا وطن أن يستهدف من قبل الحاسدين والحاقدين الذين حاولوا مرارًا تصدير الفتن من خلال تحريض البعض من ضعاف النفوس والإيمان لإثارة الشغب والعمل على تغيير انتمائهم وولائهم إلى جهات خارجية لخدمة أجندة تلك الجهات رغم فشل محاولاتهم مرة تلو الأخرى أمام ما يتمتع به الوطن ملكًا وحكومة وشعبًا من حصانة عقدية ولحمة وطنية أكدت مرارًا قدرتها على ا التصدي لمثل هذه المحاولات الخبيثة وإجهاضها في مهدها ، لا سيما بعد أن أثبتت التجربة السعودية أن تمسكها بالثوابت التي وضع أسسها القائد المؤسس الملك عبد العزيز- يرحمه الله ، وسار على نهجها أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – يرحمهم الله- ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – يحفظه الله- وعضوا على تلك الثوابت بالنواجذ له الفضل – بعد الله عز وجل – في ضمان المسيرة السعودية الخيرة التي جعلت سلاحها الأمضى وعتادها الأقوى الإيمان بالله ، والعزم والإصرار والوقوف بصلابة في وجه أعداء الوطن الذين يتسلحون بالفتن ويدينون بالولاء لقوى الشر المضللة ، واضعين أنفسهم أداة لتنفيذ مخططات تلك الجهات والمرجعيات الحقودة التي لا تخفي عدائها وبغضها للوطن ، لا سيما في هذه المرحلة التي نشهد فيه المنطقة حالة من الفوضى والتخبط وسفك الدماء وعدم الاستقرار ، ويشهد فيه العالم أزمات اقتصادية خانقة ، فيما يحيا هذا البلد الأمين بحمد الله وحفظه حياة آمنة مستقرة ، ويحيا المواطن السعودي حياة هانئة سعيدة يتمتع فيها برخاء العيش. لقد أثبتت ردود فعل أهالي القطيف عقب أحداث قرية «العوامية» التي وقعت مساء الاثنين الماضي بأنهم لن يكونوا أدوات لتنفيذ مخططات خارجية ، وأن ما حدث لا يعدو كونه أسلوب غوغائي وهمجي يخرج عن قيم هذا الوطن وأخلاقياته ، وأن الضرب بيد من حديد على تلك العناصر الفاسدة من شأنه أن يقضي على الفتنة في مهدها وأن لا يمكن مثيريها من المساس بأمن الوطن وشعبه الوفي.